أعلن حزب جبهة العمل الإسلامي، أكبر حزب سياسي ينشط في الأردن، عن أنّ السلطات الأمنية الأردنية اعتقلت تسعة من أعضائه خلال اليومين الماضيين. واعتبر ناشطون في الحزب، أنّ تلك الاعتقالات تأتي ضمن استراتيجية تهدف الحكومة من وراءها إلى التأثير على مشاركة الحزب في الانتخابات البلدية والنيابية المقرّرة هذا العام. وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية ناصر جودة، أكد أنّ المعتقلين تم إيقافهم على خلفية ما سماها "نشاطات تستهدف أمن الأردن"، مشيراً إلى أنّ المعتقلين الذين تم اعتقالهم في مناطق مختلفة يخضعون لتحقيق من قبل الجهات المختصة. وبينما يؤكد المسؤولون في الأردن أنّ الاعتقالات في صفوف ناشطي حزب جبهة العمل لا علاقة لها بالانتخابات؛ فإنّ مسؤولي الحزب يؤكدون بالمقابل أنّ تلك الاعتقالات تهدف إلى التأثير على قرار الناخبين، مشيرين إلى أنّ السلطات الأردنية تخشى من أن تحقق الحركة الإسلامية فوزاً في الانتخابات البلدية والنيابية شبيه بالفوز الذي تم تحقيقه في عدد من الدول العربية. وكان رئيس الحكومة الأردنية، معروف البخيت، قد عقد الأسبوع الماضي اجتماعاً مع قيادات حزب جبهة العمل الإسلامي، إلاّ أنّ هذا اللقاء بحسب المراقبين أسهم في زيادة توتير الأجواء بين الجانبين. وأكد زكي سعد بني ارشيد بعد اللقاء، أنّ الحكومة "قلقة من اكتساح الإسلاميين للانتخابات كما جرى في دول مجاورة". يُشار إلى أنّ العلاقة بين الحكومة الأردنية الحالية برئاسة معروف البخيت والحركة الإسلامية؛ مرّت بعدد من الأزمات، وسط انتقادات عبّرت عنها قيادات الحركة إزاء ذلك من أنّ السلطات تستهدفها في المرحلة الراهنة.