أسفر انفجار شاحنة مفخخة استهدفت مقر إقامة رئيس الوزراء الصومالي علي محمد غيدي في مقديشو عن مقتل خمسة جنود واثنَيْن من المدنيين بعد ساعاتٍ قليلةٍ من إعلان مسئول صومالي أن من وصفهم بمقاتلين إسلاميين كانوا من بين القتلى الذين سقطوا جرَّاء ضربات جوية في قامت بها قوات البحرية الأمريكية في مناطق شمال البلاد. وقال ضابط شرطة كان في موقعِ الحادث – بحسب رويترز – لقد رأيت أشلاء على بُعد نحو كيلو متر من الموقع الذي وقع فيه الهجوم مضيفا أننا لا نعلم كيف تمكَّن هذا الشخص من المرور دون أنْ يكشفه أحد ولا نستطيع إحصاء الجرحى. وأوضح المتحدث باسم غيدي عبد الله محيي الدين إن رئيس الوزراء الذي كان وقت الانفجار داخل المنزل بخير ولم يصب بأذى. غير أن المتحدث باسم قوات حفظ السلام الأفريقية بادي أنكوندا قالت إن غيدي نقل لمكان آمن مضيفة أنه لا يمكن تأكيد أن غيدي لم يتعرض لأذى. وأفاد شاهد عيان بأن ضباط الشرطة فتحوا النار على الشاحنة التي واصلت طريقها وانفجرت مباشرة في مدخل منزل غيدي.فيما اشار آخر إلى أن الانفجار كان قويا جدا. هذا وقد تبنت جماعة إسلامية صومالية تسمى حركة شباب المجاهدين والتي قالت عبر شريط على الإنترنت إن أسدا من حركة شباب المجاهدين نفذ عملية استشهادية خارج إقامة رئيس الوزراء وأوقعت العملية قتلى وجرحى وتوعدت بمواصلة الجهاد ضد المحتلين والكفرة. ويعد التفجير الأخير المحاولة الرابعة التي يتعرض لها غيدي بعد تلك التي نفذت بتفجير لغم لدى مرور موكبه يوم 17 مايو في مقديشو إثر محاولتين أخريين نفذتا بواسطة عبوتين ناسفتين في مايو ونوفمبر 2006. يذكر أنه خلال الأسابيع الماضية تعرض ممثلون عن الحكومة الانتقالية وجنود قوة حفظ السلام الأفريقية بالصومال والجيش الإثيوبي لعدد من الهجمات لا سيما في العاصمة مقديشو. على صعيدٍ آخر قال وزير المالية في إدارة ولاية بلاد بونت الشمالية إنَّ 6 من المقاتلين الإسلاميين من جنسياتٍ مختلفةٍ من الولاياتالمتحدة وبريطانيا والسويد والمغرب وباكستان واليمن قُتلوا في ضربات جوية ومعارك اندلعت بالأسلحة النارية مع قواتٍ محلية أمس. وكانت سفينة حربية أمريكية قد أطلقت يوم الجمعة الماضي صواريخ على مجموعة من المقاتلين الأجانب رصدوا في الجبال النائية في منطقة بلاد بونت المتمتعة بحكمٍ شبه ذاتي في شمال الصومال. وقالت شبكة (سي. إن. إن) الإخبارية الأمريكية إن الهجوم كان يستهدف مشتبهًا به من تنظيم القاعدة فيما رفض وزير الحرب الأمريكي روبرت جيتس التعليق على هذه الهجمات وقال إنَّها ربما تكون عملية ما زالت جارية. وأعلنت جماعة حركة الشباب أنها لم تتكبَّد أي خسائر بشرية بضرباتٍ جويةٍ أمريكيةٍ عشوائيةٍ وقالت إنَّها قتلت 11 جنديًّا صوماليًّا في الاشتباكات التي تلت القصف الأمريكي. ونقلت الشبكة الأمريكية عن مصادرٍ زعمها إن الهجمات الأمريكية كانت الثانية من نوعها خلال ستة أشهر التي تستهدف مشتبهًا به في تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا في العام 1998م؛ ممَّا أسفر عن سقوط 240 قتيلاً حينئذ. وتعتقد واشنطن أنَّ 6 من عناصر تنظيم القاعدة أو شركاء لهم موجودون في الصومال ومن بينهم فضل عبد الله محمد الذي تزعُم واشنطن أنَّه نفَّذ تفجير السفارتَيْن وأبو طلحة السوداني الذي اتُّهم بتدبير تفجير فندق يملكه صهاينة في العام 2002م في مومباسا بكينيا والذي أسفر عن سقوط 15 قتيلاً ومن بين هذه العناصر التي تبحث عنها الولاياتالمتحدة شيخ حسن ضاهر عويس زعيم اتحاد المحاكم الإسلامية الصومالية وآدن هاشي إيرو رئيس الجناح المسلح للمحاكم.