استُشهد محمد أمين فريحات قائد ما يسمى ب(مجموعات حزام النار المشتركة) وهي مجموعة تضم مقاتلين من كتائب شهداء الأقصى – الجناح العسكري لحركة فتح - وسرايا القدس – الجناح العسكري - لحركة الجهاد الإسلامي - خلال اشتباك مع قوات الاحتلال في مخيم جنين شمال الضفة الغربية. وأشارت الأنباء إلى أن الشهيد يبلغ من العمر 19 عامًا وقد سقط خلال تبادل لإطلاق النار مع قوات الاحتلال مما يرفع عدد الشهداء الفلسطينيين خلال الساعات القليلة الماضية إلى 4 شهداء بعدما استُشهد الشاب رامي شناعة البالغ من العمر 24 عامًا فيما أصيب ثلاثة آخرون ليلة أمس السبت خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينةَ نابلس شمال الضفة الغربية ومخيم العين الواقع غرب المدينة. وقال شهود عيان أن سبعة آليات عسكرية صهيونية توغَّلت في منطقة دوار الشهداء وبعد ذلك أطلق جنود الاحتلال النارَ باتجاه أحد محالِّ بيع اللحوم؛ مما أدى إلى إصابة الشاب رامي شناعة وهو أحد أصحاب المحل إصابةً خطيرةً في الرأس والعنق نُقِلَ على إثرها إلى مستشفى نابلس التخصصي. وقد أُعْلِنَ عن استشهاده فور وصوله المستشفى كما أصيب شقيقه الذي كان موجودًا بالمكان إصابةً خطيرةً في الفخذ . وأفاد شهود العيان أن قوةً من الجيش الصهيوني تتمركز حاليًا في إحدى البنايات في منطقة دوار الشهداء. من جانبها انتقدت الحكومة الفلسطينية تلك الجريمة حيث قال الدكتور مصطفى البرغوثي وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة إن هذا التصرف يمثِّل جريمةً جديدةً ضد السلطة والشعب الفلسطيني. هذا ولم تتوقف الاعتداءات الصهيونية في نابلس حيث اقتحمت عدة سيارات عسكرية صهيونية مخيم العين غرب المدينة ومنطقة دوار عصيرة، واندلعت مواجهاتٌ عنيفةٌ بين المواطنين وقوات الاحتلال؛ مما أدى إلى إصابة فلسطينيين كما فجَّرت قوات الاحتلال عدة حواجز أسمنتية وضعها الفلسطينيون لمنع آليات الاحتلال من التجول في الشوارع. وفي غزة استمرت جرائم الاحتلال وأشارت الأنباء إلى أن شهيدين سقطا برصاص قوة من جيش الاحتلال تتمركز بالقرب من السياح الحدودي الفاصل بين القطاع والكيان الصهيوني. وأشار شهود عيان إلى أن الرجلين يعملان في مستودع النفايات الواقع قرب السياج الحدودي. وأكدت متحدثة باسم جيش الاحتلال – بحسب رويترز - الجريمة لكنها زعمت أن الجنود أطلقوا النار على فلسطينيين كانا يقتربان من السياج الحدودي ولم يستجيبا للتحذيرات بالتوقف. وقد أدى التصعيد الصهيوني إلى أن يشهد شهر مايو الماضي سقوط أكبر عدد من الشهداء منذ فترة طويلة وفي هذا الإطار ذكرت مؤسسة التضامن الدولي في مدينة نابلس في تقرير لها أنه خلال شهر الماضي استُشهد 73 فلسطينيًّا من بينهم 59 في غزة و14 في الضفة، وأضاف التقرير أن من بين الشهداء 53 سقطوا في عمليات اغتيال، بينما استُشهد 10 أطفال كانوا في عمر أقل من ال18 كما أدَّت اعتداءات الاحتلال إلى موت جنين في بطن أمه في مخيم العين في نابلس!! وأضاف التقرير أن قوات الاحتلال صعَّدت من حملاتها خلال الشهر الماضي حيث اعتقل أكثر من 370 مواطنًا من بينهم 3 نسوة وعدد من الوزراء في الحكومة الفلسطينية وأعضاء من المجلس التشريعي وأعضاء في المجالس البلدية والقروية وقادة من الفصائل وعناصر من المقاومة، كما صعَّدت قوات الاحتلال من سياستها في هدم المنازل؛ حيث هدمت عشرات المنازل بدعوى أنه تم بناؤها دون ترخيص أو أنها ترجع لعناصر من المقاومة الفلسطينية. وحول الوضع الداخلي الفلسطيني أشارت الأنباء إلى أن رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية قدم المتحدث باسمه الدكتور غازي حمد مرشحًا لتولي منصب وزير الداخلية خلفًا لهاني القواسمي الذي استقال الشهر الماضي احتجاجًا على عدم حصوله على الصلاحيات الكافية لتنفيذ الخطة الأمنية الرامية لوقف الاقتتال الداخلي. وتوضح المؤشرات إمكانية قبول حمد في المنصب بالنظر إلى أنه يتمتع بعلاقات جيدة مع رئاسة السلطة الفلسطينية ويحظى بموافقة رئيس السلطة محمود عباس وبعض الأوساط داخل حركة فتح مما يعني أن اسمه لن يكون محلَّ خلاف بين الأطراف التي تشكل حكومة الوحدة الفلسطينية. وفي إطار الإجراءات الرامية لتنظيم القطاع الأمني الفلسطيني التقى رئيس الحكومة إسماعيل هنية مع قادة الأجهزة الأمنية لبحث تطبيق الخطة الأمنية وخلال الاجتماع أعلن هنية أنه سيُدخل تغييراتٍ على المؤسسة الأمنية "كي تكون معبرة عن الجميع". وقد استمر هنية في التغييرات الأمنية التي يجريها بصفته المسئول المؤقت عن وزارة الداخلية؛ حيث قام بتعيين اللواء سعيد فنونة رئيسًا للغرفة المشتركة بين القوات التابعة للرئاسة وتلك التابعة للحكومة والذي يتبع مباشرةً وزير الداخلية، كما كان قد أصدر قرارًا بترقية اللواء علاء حسني مدير عام جهاز الشرطة السابق إلى مساعد لوزير الداخلية في المحافظات الشمالية (والمقصود بها الضفة الغربية) وتعيين محافظ نابلس كمال الشيخ في منصب مدير عام جهاز الشرطة خلفًا لحسني. في هذه الأثناء تستمر المباحثات التي تُجريها الفصائل الفلسطينية المختلفة في القاهرة مع المسئولين المصريين فمن المقرر أن يصل اليوم وفد حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين من أجل إجراء المباحثات مع المسئولين الأمنيين المصريين، وكانت حركتا حماس وفتح قد أجريتا مباحثاتٍ مماثلةً مع المسئولين المصريين انتهت بإشارات إيجابية. ومن المتوقع أن تناقش الاجتماعات قضايا الانفلات الأمني والتهدئة المقترحة بين المقاومة والكيان الصهيوني، وهي التهدئة التي تطالب الجهاد الإسلامي بأن تكون متبادلةً وشاملةً في الضفة الغربية وقطاع غزة.