اعتبرت سوريا أن قرار مجلس الأمن تشكيل محكمة دولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري انتهاك لسيادة لبنان وتهديد للأمن فيه. وأكدت سوريا أنها لم تغير موقفها من مسألة إنشاء المحكمة الدولية وأنها تعتبر أن إقرار هذه الهيئة تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة قد يؤدي إلى مزيد من تردي الأوضاع في لبنان. وقال مصدر إعلامي سوري – بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية - إنه لا تغيير في الموقف السوري إزاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وأضاف المصدر أن إنشاء المحكمة تحت الفصل السابع يعد انتقاصا من سيادة لبنان الأمر الذي قد يلحق مزيدا من التردي في الأوضاع على الساحة اللبنانية. من جانبه رحب النائب سعد الحريري بقرار مجلس الأمن ووصفه بأنه خطوة تاريخية في مسيرة حماية لبنان على حد تعبيره . وأكد الحريري أن هذه المحكمة ليست لنصرة جهة على جهة أخرى في لبنان مضيفا أننا لا نطلب عدالة للانتقام أو للثأر إننا نطلب عدالة للمحاسبة وللحقيقة. وأكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن قرار المحكمة ليس موجها بالتأكيد ضد الشقيقة سوريا، ولا ضد أي بلد، ولا ضد أي طرف في لبنان". وقال إن هذا القرار "لا يشكل انتصارا لفريق على فريق آخر في لبنان"، معتبرا إياه "انتصارا للبنان وكل اللبنانيين". وكانت المعارضة اللبنانية قد أبدت موافقتها المبدئية على موضوع المحكمة، إلا أنها اعترضت على آليتها، لا سيما إقرارها تحت الفصل السابع الملزم من ميثاق الأممالمتحدة. وكان مجلس الأمن الدولي قد صادق مساء الأربعاء على قرار إنشاء المحكمة الدولية في قضية اغتيال الحريري بموجب الفصل السابع بعد موافقة عشرة أعضاء وامتناع كل من قطر وإندونيسيا وجنوب أفريقيا والصين وروسيا عن التصويت. وقال مندوب قطر لدى الأممالمتحدة ناصر عبد العزيز النصر في كلمته أمام المجلس إن بلاده ستمتنع عن التصويت، واصفا مشروع القرار المطروح بأنه ينطوي على تجاوزات قانونية خطيرة. وأن إقراره سيزيد من تعقيدات الوضع في لبنان. وأوضح أن الإصرار على أن يكون مشروع القرار إلزاميا بموجب الفصل السابع يتجاوز الهدف من المحكمة. لكنه في الوقت ذاته أكد أن قطر ماضية في حرصها على إظهار الحقيقة بما يضمن أمن لبنان واستقراره. وأكد النصر أن بلاده لا توافق على أن يكون القرار ضمن البند السابع، وقال إن هذا البند "غامض لا ندري كيف يمكن تفسيره مستقبلا ولا نريد أن نتحمل مسؤولية هذا التفسير". ورافقت الموافقة على قرار محكمة الحريري تدابير أمنية استثنائية أعلنتها وزارة الداخلية اللبنانية قبل التصويت بساعات. أمنيا، انفجرت قنبلة صوتية مساء الأربعاء ببيروت بعيد مصادقة مجلس الأمن الدولي على قرار بإنشاء محكمة دولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وألقيت القنبلة بالقرب من كنيسة مار ميخائيل بحي الشياح في إحدى ضواحي بيروت الجنوبية ولم يخلف الحادث إصابات أو خسائر، وقد طوق الجيش اللبناني المنطقة على الفور.