عقد جون هولمز، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق عمليات الإغاثة في حالات الطوارئ، وكارين أبو زيد، المفوضة العامة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، مؤتمراً صحفياً تحدثا خلاله عن آخر المستجدات على صعيد وضع اللاجئين الفلسطينين داخل مخيم نهر البارد في شمال لبنان، نتيجة القتال الدائر بين جماعة فتح الإسلام والجيش اللبناني. وقال هولمز خلال المؤتمر الصحفي "نحن قلقون جداً لما يحصل في المخيم، خاصة وأنّ معظم السكان المدنيين بما في ذلك الأطفال والنساء عالقون داخل المخيم، وبين مقاطع النيران التي تصاعدت في الأيام الثلاثة الأخيرة". وأضاف هولمز "نحن نتفهم موقف الحكومة اللبنانية، بمحاولة التصدي لهذه المجموعة التي تمارس أعمال شغب على أرضها، ولكن في الوقت ذاته نطلب من الحكومة اللبنانية أن تمارس أقصى درجات ضبط النفس داخل مخيم مكتظ بالمدنيين، وعدم استخدام الأسلحة الثقيلة حيث يتعارض هذا الأمر مع القانون الإنساني الدولي". وطالب هولمز بتأمين وصول عمال الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى داخل المخيم. كما أشارهولمز إلى أنّ "نشوب صراع عنيف داخل مخيم للاجئين مقلق للغاية، ومن غير المقبول أن تتخذ مجموعة مسلحة من هذا المكان مخبأ لها وتعرِّض حياة المدنيين للخطر"، كما قال. وعبّر المسؤول الدولي أيضاً عن بالغ أسفه لتعرّض عمال الإغاثة إلى اعتداء حيث بصدد توزيع المساعدات على سكان المخيم. وعلّقت كارين أبو زيد على هذه الحادثة بالقول إنّ الوكالة لا تعرف هوية الجهة التي أطلقت النار على عمال الإغاثة، حيث نفى الطرفان ضلوعهما في هذه القضية. وأضافت "مازالت هذه القضية قيد التحقيق. ولكننا استطعنا على الأقل نقل المؤن من الشاحنات الثلاث التي تم اطلاق النار عليها. وكانت هذه الشاحنات تحتوي على مؤن أساسية كحليب للأطفال وخبز وقناني ماء". وأشارت أبو زيد إلى أنّ عدد النازحين من المخيم تخطى تسعة ألاف نازح، توزّعوا على مخيم البداوي ومنطقة طرابلس في الشمال. وقالت المسؤولة إنّ بعضهم موجود الآن في منازل خاصة أو في المدارس السبعة التابعة للأونروا، أو في المدرسة التابعة لمؤسسة الحريري التي وضعت تحت تصرف الوكالة صالة كبيرة تتسع لنحو سبعة آلاف شخص. وشدّدت أبوزيد على ضرورة تأمين وصول عمال الإغاثة إلى داخل المخيم لتوزيع المعونات الأساسية من غذاء وماء على المدنيين، بالإضافة إلى المساعدات الطبية وإمكانية الإجلاء الطبي للجرحى.