قامت صحيفة "لوموند" الفرنسية في عددها الصادر اليوم الأثنين، بعرض مسيرة المجلس العسكري منذ خلع الرئيس السابق حسني مبارك، وتولي المجلس العسكري قيادة الفترة الانتقالية حتى قرارات الأمس وإقالة طنطاوي وعنان، والاحتفال في التحرير. وقالت لوموند، أنه في بداية توليه الفترة الانتقالية كان الجيش في قمة شعبيته، فردد المتظاهرون في ميدان التحرير هتاف "الجيش و الشعب ايد واحدة"، و بعد ثمانية عشر شهرا تحول إلي مؤسسة مجهدة، مشوشة من انتقال فوضوي للسلطة سعت إليه، منتقدة من الجميع حتى قام محمد مرسي "الرئيس الإسلامي" بقلب الأمور عن طريق سلسلة من التعيينات. وعن سبب تولي المجلس العسكري الحكم بعد خلع مبارك قالت الصحيفة "أنه كان خوفا من انهيار الدولة و انهيار الدور القيادي للجيش في النظام، فخرج المجلس من سباته الذي ظل فيه لمدة عقود و أًعيد تنشيطه ليتولي المهام التنفيذية والتشريعية وتولي عشرون من كبار الضباط حكم مصر"، وأضافت الصحيفة "وبرئاسة المارشال العجوز طنطاوي تولي المجلس مهامه في سرية وتميز ببياناته المرقمة، ولكنه في الوقت نفسه لم يكن قادرا علي استعادة النمو مما سبب كارثة اقتصادية، وفي سعيه لتحقيق السلام المجتمعي، أنفق الجيش الكثير و تسبب في عجز لعدة سنوات قادمة،لذا كان من الطبيعي أن يطلب متظاهرو التحرير الشباب الطلاق من المجلس، وكانوا الأوائل في التعرض لتجاوزات قمعية من العسكر غير المعتادين علي الحفاظ علي النظام في الدولة المدنية". وأشارت الصحيفة إلى "استغلال المجلس لشعبيته، فاعتقل المجلس الكثير، وقام بالتعذيب دون حساب وتضمن ذلك إجراء كشوف العذرية علي الفتيات المعتقلات، وحاكم النشطاء السياسيين محاكمات عسكرية حتى وصل ألي أكثر من 12000 إدانة في عام واحد،وذلك في سبيل القضاء علي الحركة الثورية و الاجتماعية خوفا من أن تؤدي لتغيير رئيس الدولة و النظام بأكمله". وأوضحت الصحيفة أن المجلس العسكري"استهان بالحريات و بسقوط جدار الخوف، فقد تم الكشف عن التعسف و القمع العسكري علي يد الثوار الشباب الذين قاموا بحملة نشطة ضد المجلس، فللمرة الأولي تمت مناقشة مؤسسات الجيش و امتيازاته الاقتصادية في الساحة العامة و التي كانت ترقد في الظلام دون السؤال عن إجراءاتها ، امتيازاتها أو حتى إمبراطورية الجيش التجارية". وذكرت الصحيفة أن "من أجل استعادة بعض مظاهر الاستقرار اعتمد الجيش علي الإخوان المسلمين المعروفين بمحافظتهم علي الأخلاق أكثر من السياسة، و تحولت هذه الإستراتيجية ضد الجيش عندما استمد الإخوان شرعيتهم من صناديق الاقتراع و حصلوا علي 50% من المقاعد البرلمانية و أرادوا أن يتحرروا من الوصاية العسكرية، فبمجرد انتخابه رئيسا في يونيو 2012 طلب الإسلامي محمد مرسي من الجيش العودة لثكناته معتمدا في ذلك علي دعم الشارع المصري الذي تعب من انعدام الأمن و انتشار الفوضى منذ قيام الثورة". و خلصت الصحيفة إلى أن"حدوث الهجمات علي سيناء من قبل مجموعات متعددة من الجهاديين، استفاد مرسي من هذا ليذكر الجيش بأن دوره الحقيقي هو حماية الحدود و بأنه حان الوقت ليترك الجيش الإدارة السياسية للبلاد". الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة