رصدت صحيفة "الجارديان" البريطانية تأثير الربيع العربى بشكل عام على الكيان الصهيونى، وقالت إن الأشياء التى كانت تتعامل معها الدولة العبرية باعتبارها مؤكدة تنهار فى ظل تداعيات الربيع العربى، وتتابع الصحيفة قائلة: ليست التداعيات المحتملة فى سوريا هى ما يثير قلق تل ابيب فقط، فانتخاب الدكتور محمد مرسى المنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين رئيسا لمصر والمخاوف بشأن الاضطرابات فى الأردن تثير الشكوك حول اتفاقيتى السلام التى وقعتهما الدولة العبرية مع البلدين، كما أنه فى لبنان، جارتها الثالثة، يعتبر حزب الله المدعوم من إيران وسوريا تحديا دائما لهيمنة تل ابيب الإقليمية، كما أن علاقات تل ابيب مع تركيا، والتى كانت وثيقة يوما ما، أصبحت مدمرة. وتمضى الصحيفة قائلة إن الخطاب الرسمى فى الكيان الصهيونى يستهجن العبارة الرومانسية "الربيع العربى"، وفى مكاتب حكومة تل أبيب، يفضل المسئولون مصطلحات "الصحوة" أو "الاضطرابات"، وربما يستخدم المسئولون الاستعارة الموسمية لمصطلح الربيع العربى، لكن ليس كثيرا. وتنقل الصحيفة عن رونى بار أون، رئيس لجنة العلاقات الخارجية والدفاع بالكنيست الصهيونى قوله "بالنسبة لنا إنه شتاء إسلامى". ومن جانبه، يرى إيتامار رابنوفيتش، المؤرخ الصهيونى البارز فى شئون الشرق الأوسط، وسفير تل أبيب سابقا إلى الولاياتالمتحدة، أن علاقة تل ابيب بالعالم العربى وموقعها الاستراتيجيى فى الشرق الاوسط قد وصل إلى مستوى منخفض جديد. ورصدت الصحيفة موقف تل ابيب من الأحداث فى دول الربيع العربى، وقالت إن المسئولين فى تل أبيب كانوا أقل اهتماما بتونس البعيدة منذ نقل الرئيس الفلسطينى الراحل ياسرعرفات مقر السلطة الفلسطينية إلى غزة، وليبيا بعيدة أيضا، ولكن مصر، أكبر الدول العربية وأول من وقع اتفاقا مع تل ابيب كانت قصة مختلفة. وتطرقت الجارديان إلى رد فعل تل ابيب بعد فوز مرسى، وقالت إن موقف مسئولى الدولة العبرية المعلن لم يكن قلقا، لكن بعيدا عن الأضواء، تخشى تل ابيب على المدى الطويل من أن يقوى الإسلاميون موقفهم على المجلس العسكرى، وحتى الآن لا تزال صلة تل ابيب بالجيش والمخابرات فى مصر تعمل بشكل جيد، لكن هناك مشكلة الأمن فى سيناء، حيث تقول تل ابيب إن الجماعات السلفية المتشددة تهاجمها منها، وبالنسبة لأعداء تل ابيب من الجماعات الفلسطينية المسلحة، كما تقول الصحيفة، فإن انعدام الأمن فى سيناء يقدم لهم عمقا مفيدا، ويقول المسئول الصهيونى إنه عندما كنا ننظر إلى تقييم التهديدات التى تواجهنا فى المنطقة قبل ثلاث سنوات، لم تكن مصر تذكر تقريبا، وهى ليست محل تهديد الآن لكنها تثير علامات استفهام. ويقول أحد المحللين الصهاينة، إن الدولة العبرية كانت تخشى فى الخمسينيات والستينيات القوة العربية، والتى ربما تكتسحها بالأسلحة السوفيتية، لكن الآن، فإن ما تخشاه هو تداعيات الضعف العربى. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة