أبرقت حركة المقاومة الإسلاميّة "حماس" برسالة تهنئةٍ إلى لبنان وشعبه ومقاومته على الانتصار العظيم الذي حقّقه على قوى الإرهاب الصهيونيّ، مؤكّدةً أنّ انتصار المقاومة في فلسطين ولبنان يعني بدء اندحار المشروع الصهيونيّ الأمريكي في المنطقة العربيّة والإسلامية. وقالت "حماس" في بيانٍ أصدرته بمناسبة انتهاء الحرب بانتصار المقاومة الإسلاميّة في لبنان، إنّه: "ليس غريباً أنْ تندحر فلول العدوان الصهيوني الغاشم عن الأرض اللبنانية العزيزة، كما اندحرت سابقاً عن بعض أجزاء أرضنا الفلسطينية الغالية، فقد بات واضحاً للقاصي والداني أنّ مشروع المقاومة أضحى المشروع الوحيد القادر على استعادة الحقوق وردّ العدوان وحماية الأوطان والمقدسات، وأنّ سواه من الخيارات والمشاريع السلمية قد سقَطَت إلى غير رجعة، بل وكانت سبباً مباشراً في ارتكاس الأمة وتعميق معاني الضياع والهزيمة فيها". وأضاف البيان : "في هذه الأيام العزيزة التي نحتفل فيها بانتصار المقاومة في لبنان الشقيق على جحافل الاحتلال الصهيوني الغاشم، نستحضر الدماء الغالية التي سفكت، والأرواح الطاهرة التي أزهقت، والبنى والمنشآت التي دُمِّرَت، والتضحيات الهائلة التي بُذِلت فداءً للدين والوطن والمقدسات، في فلسطين ولبنان على السواء، لنستمدّ منها مزيداً من عناصر القوة والصمود والتحدي في مواجهة الآلة الصهيونية القمعية التي لا تعرف للإنسانية طريقاً، ولا للأخلاق والأعراف والقوانين الدولية سبيلاً، ولم ترحمْ طفلاً رضيعاً أو شيخاً عجوزاً أو امرأةً ضعيفةً أو أبرياء عزلاً آمنين في ملاجئهم البسيطة التي سحقت تحت قذائف الإرهاب الصهيونية المصنعة أمريكياً". وأكّدت الحركة، وهي تهنّئ اللبنانيّين على هذا الانتصار، أنّ هذا النصر المؤزّر الذي حقّقته المقاومة اللبنانية لم يكنْ سوى نتاجاً واضحاً لحال الصمود والتكاتف الوطني اللبناني في مواجهة العدوان الصهيوني، وإفرازاً طبيعياً لدعم مختلف القطاعات والشرائح الشعبية اللبنانية للمقاومة الباسلة وتضحياتها العظيمة. وأشارت إلى أنّ الخسائر الباهظة التي تكبّدها الاحتلال الصهيوني في ميدان المعركة تثبت هشاشة البنية والتكوين النفسيّ لجنود الاحتلال الذين يقاتلون في سبيل أهدافٍ غير مشروعة، وسقوط كافة المقولات التي تهوّل من قوّتهم وكفاءَتهم العسكرية، ما يعني أنّ جيش الاحتلال يمرّ في أخطر مراحله على الإطلاق، وأنّ مسيرة انكفائه وتراجعه قد بلغت منعطَفاً تاريخياً لنْ يكون سوى فاتحة خيرٍ وبداية انفراجٍ لسقوطٍ صهيونيّ مدوٍّ خلال المرحلة الزمنية المقبلة. وقال بيان الحركة: "إنّ العدوان الصهيوني الواسع على لبنان، بما فيه من مجازر بشعة، واستهدافٍ شاملٍ للمنشآت المدنية، وتدميرٍ للمناطق السكنية، وإبادةٍ للمدنيّين الأبرياء في منازلهم وأماكن لجوئهم وإيوائهم البسطة، يشكّل دافعاً أساسياً لفضْح ومقاضاة كيان الاحتلال على المستوى الدولي والحقوقي، وحافزاً مهمّاً على خلق أوسع جبهة عربية-إسلامية للتحرّك في مختلف الاتجاهات التي تكفَل حشْر الصهاينة في خانة الإرهاب والإجرام، وتقديمهم إلى العدالة الدولية كمجرمي حرب". وأكّدت أنّ انتصار المقاومة في لبنان وفلسطين يعني فشل المشروع الأمريكي لإعادة إنتاج شرق أوسطٍ جديدٍ وفْق الرؤية والمفاهيم الأمريكية، ويشكل بداية النهاية للمشروعَيْن الأمريكي والصهيوني في المنطقة العربية والإسلامية قاطبةً. وشدّدت على أنّ توحيد الأمة وتجميع الصفوف وتحشيد المواقف العربية والإسلامية، رسمياً وشعبياً، في إطار داعم لخيار المقاومة وحق الشعوب المشروع في مواجهة الاحتلالات المغتصبة لأرضِها، يشكّل أقصر الطرق نحو إحقاق حقوقنا العربية والإسلامية، والذوْدِ عنها في مواجهة كلّ المعتدين ومخططاتهم الحاقدة. وأضافت أنّ المقاومة في فلسطين تقف بكافة أشكال الدعم والمساندة إلى جوار إخوانها في المقاومة اللبنانية، مؤكّدةً وحدة المواجهة والهدف والمصير في إطار التصدي للعدو الصهيوني ومخططاته الغاشمة التي تستهدف المنطقة بأَسْرِها.