وصفت مسئولة ملف الحماية في العراق بالمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ميشيل ألفارو أوضاع زهاء ألف لاجئ فلسطيني تقطعت بهم السبل في مخيم يقع بمنطقة عازلة قرب الحدود العراقية السورية بأنها خطيرة داعية السلطات السورية إلى تسهيل الانتقال إلى المخيم. واعتبرت ميشيل ألفارو أن هؤلاء اللاجئين يعيشون أوضاعا مأساوية تزداد سوءا إذ إن الحرارة الشديدة ونقص المياه والرعاية الطبية تجعل حياة اللاجئين "جحيما". وقالت ألفارو – بحسب رويترز - إن الأوضاع خطيرة بشكل خاص بالنسبة للأطفال.. لا يوجد أي شيء أخضر يمكن رؤيته في أي مكان.. الحياة جحيم بسبب الحرارة والغبار. وشكت من أن الإجراءات المعقدة للوصول إلى المخيم من سوريا وانعدام الأمن على الجانب العراقي تعرقل جهود الإغاثة. وضربت المسؤولة الأممية أمثلة على الأوضاع الصعبة للاجئين الفلسطينيين مشيرة إلى أن رضيعا توفي بسبب الحمى كما توفي رجل بعد إصابته بالربو في مخيم الوليد "البائس" في الصحراء. وأضافت أن فتى عمره 13 عاما بحاجة إلى جراحة عاجلة في الظهر لتجنب إصابته بالشلل كما أن طفلة في عامها الثاني مصابة بشلل مخي لا تجد رعاية متخصصة. وأوضحت ألفارو التي حصلت على موافقة السلطات السورية للعبور إلى المخيم قائلة إنها لمأساة أن يبدأ الموت في حصد أرواح هؤلاء الناس بسبب أمراض يمكن الوقاية منها بعد فرارهم من بغداد للنجاة بأرواحهم"، مشيرة إلى أن عدد اللاجئين يزداد يوميا. وأعربت عن أملها في التمكن من نقل هذه الحالات الطبية إلى الخارج مشددة على الحاجة إلى السماح بالعبور المنتظم من سوريا. وأضافت أن عدد اللاجئين بمخيم الوليد ارتفع إلى سبعة أمثاله منذ يناير الماضي كما أنه لا توجد أي مؤشرات على توقف الهجمات التي تستهدف الفلسطينيين في بغداد. ويوجد بالمخيم طبيب واحد هو لاجئ فلسطيني أيضا ولا توجد إمدادات مياه منتظمة. كما يحصل كل لاجئ على 1.5 لتر من مياه الشرب المعبأة في زجاجات كل يومين. وتقول دمشق إنها تتعاون مع المنظمات الدولية ولكنها تطالب بتعاون بلدان أخرى بالمنطقة في استيعاب جانب من اللاجئين الفلسطينيين القادمين من العراق. وتستضيف سوريا بالفعل أكثر من مليون لاجئ عراقي و430 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا). وكان يوجد في العراق زهاء 30 ألف لاجئ فلسطيني مسجل قبل الغزو الأنغلوأميركي في مارس 2003، لكن لا تعرف التقديرات الحقيقية لعددهم الآن بعدما أصبحوا هدفا لهجمات المليشيات وتعرضوا للاضطهاد. وتعتبر المفوضية أن جميع الفلسطينيين الذين لا يزالون في العراق معرضون للخطر وتشير إلى أن ما بين 200 و300 منهم قتلوا هناك.