أشارت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إلى أن البيان الذي أصدره المجلس العسكري أمس الجمعة لتهدئة الشارع المصري وتخفيف وتيرة الانتقادات ضده كان له أثر سلبي وعكسي مؤكدة أنه استفز المصريين وزاد من تحدي القوى السياسية وعلى رأسها الإخوان المسلمين لقراراته. واعتبرت الصحيفة أن أفعال المجلس العسكري غير المبررة بمثابة "ثورة مضادة" مشيرة إلى أن بيان المجلس العسكري بتوعده لمعاملة كل من يتسبب في الانفلات الأمني وإحداث اضطرابات في البلاد بالحزم والشدة تهديد واضح ضد الناشطين والقوى الثورية. ورأت الصحيفة الأمريكية أن البيان موجه إلى جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الثورية التي نددت بالقرارات الأخيرة التي اتخذها المجلس العسكري دون تشارك أي من القوى السياسية التي اعترضت بشدة على حل البرلمان والحد من صلاحيات الرئيس المقبل ومحاولة المجلس في الإبقاء على السلطة. وذكرت "لوس أنجلوس تايمز" أن نبرة التحذير الحادة التى تبانها المجلس العسكري أتت على أعقاب احتجاج الملايين من المصريين في ميدان التحرير والإسكندرية وكافة المدن المصرية على تأجيل إعلان نتيجة انتخابات الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة المصرية خوفا من التلاعب في نتائج الفرز التي بدت بوادرها في صالح مرشح جماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد مرسي، وتغيير النتيجة لصالح مرشح النظام القديم مدعوما من المجلس العسكري، الفريق أحمد شفيق. ومن جهته، اتهم الجيش جماعة الإخوان المسلمين بصورة غير مباشرة بإحداث انقسامات وتوترات في الساحة السياسية من خلال إعلانه المبكر لنتيجة الانتخابات الرئاسية قبل إعلان الهيئات المسئولة وأنه لم يكن هناك أي مبرر حقيقي لحدوث ذلك، معلنا أن المسئولية الوطنية تقتضي من جميع القوى السياسية الالتزام بقواعد العملية الديمقراطية. وذكرت الصحيفة نقلا عن الدكتور محمد مرسي رده على بيان المجلس العسكري بضرورة احترام الجيش لإرادة الشعب المصري وتحرير النتيجة دون التلاعب فيها. وأشادت الصحيفة باجتماع جماعة الإخوان المسلمين مع مختلف الفصائل السياسية في محاولة لتجديد الوحدة الوطنية التي دفعت بالثورة وأطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك مضيفة أن اعتزام الأغلبية البرلمانية من الإسلاميين لتقديم التنازلات للجماعات غير الإسلامية وضمان تمثيلهم في الحكومة وصياغة الدستور خطوة جديدة نحو الديمقراطية والوحدة الوطنية في مصر. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة