أكد صلاح البردويل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن المقاومة الفلسطينية تمتلك من الأدوات والوسائل ما تستطيع أن ترد به على العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وأنها لن تقبل بتهدئة من طرف واحد. ورأى البردويل أن التصعيد الأخير ضد قطاع غزة يأتي في ظل تحولات إقليمية وعربية عميقة، بهدف اختبار المقاومة وفرض إرادة الأمر الواقع، لكنه قال: "من المعروف للجميع أن من يتحمل نتيجة العدوان على قطاع غزة هو العدو الصهيوني، الذي يحاول في كل مفصل من مفاصل التغيير في المنطقة أن يجس نبض المقاومة ويخلط الأوراق، وهو في المرحلة الراهنة يستغل انشغال القاهرة بالانتخابات الرئاسية واهتمام الدول العربية بشؤونها الداخلية لتنفيذ عدوانه على قطاع غزة، بهدف كسر إرادة المقاومة وفرض شروط استسلام جديدة عليها في حال صمتت ولم ترد، ولذلك كان لا بد من الرد حتى يفهم العدو أن دماء شعبنا غالية، وأن فرض الأمر الواقع غير وارد مهما حاول ذلك". وعما إذا كانت هناك جهود جديدة للتهدئة بين المقاومة والاحتلال، قال البردويل: "نحن مهمتنا الدفاع عن شعبنا، وإذا كانت هناك مطالب من العدو أو من أمريكا للتهدئة فسنبحثها لكننا لن نقبل بتهدئة من طرف واحد، هذا هو القانون الذي نعتمده، فدماء شعبنا غالية ونحن قادرون على تحديد زمن المعركة والرد". ونفى البردويل أن يكون التصعيد الصهيوني الأخير ضد غزة بمثابة إعلان حرب، وقال: "لا أعتقد أن الأمر وصل إلى الحرب، فالتصعيد إلى حد الآن مازال في طور المناوشات وجس النبض، وهي جزء من حرب استراتيجية شاملة لتحجيم المقاومة، بمعنى أن العدو الصهيوني لا يريد خوض حرب شاملة بسبب خشيته من شراسة المقاومة التي لم تستخدم حتى الآن امكانياتها للرد عليه، وعدم تشجع الولاياتالمتحدة للحرب الآن لانشغالها بانتخاباتها الداخلية، وتغير الوضع السياسي في المنطقة العربية مما يجعل المغامرة بالحرب عملية غير محسوبة النتائج، ولذلك فالأمر لا يتجاوز مناوشات هدفها فرض الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني". وجوابا على سؤال حول التواصل بين فصائل المقاومة وبين "حماس" ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بشأن العدوان، قال البردويل: "بالنسبة للتنسيق بين فصائل المقاومة فهذا أمر قائم وموجود على الميدان، أما بالنسبة للعلاقة بالرئيس محمود عباس، فالحقيقة المرة أنه لا يوجد تواصل بيننا وبينه، فه مشغول بالبحث عن آفاق للمحادثات مع الاحتلال، وهو يعتمد طريقا واحدا وهو طريق التسوية، وهو لا يؤمن بالمقاومة المسلحة ولا الجماهيرية وإنما يؤمن بالمقاومة السلمية التي لا تسمح لمظاهرة على أحد الحواجز بالانطلاق، ولذلك فهذا الطريق بارد". الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة