هل لفت نظر حضراتكم أن النتائج الحقيقة التي أعلنت حتى الآن لتصويت قرابة 333 ألف مصري في 116 دولة بالخارج جاءت مختلفة مع استطلاعات الرأي المضروبة، التي روّج لها مركز معلومات مجلس الوزراء وبعض صحف وفضائيات الفلول، وأن الدكتور محمد مرسي الذي يتعرض لأكبر حملة إقصاء وتشويه إعلامية نجح في الفوز بأغلبية أصوات المصريين في الخارج! في بداية الإعلان عن نتائج المصريين في الخارج، هلّل هؤلاء الفلول لفوز عمرو موسى وأحمد شفيق في دول أجنبية وغربية وحتى إسرائيل! على الرغم أن عدد الناخبين هناك يقل أحيانًا عن 100 ناخب ولا يزيد على 3-5 آلاف.. ولهذا خرجت كل صحف أمس تهلل لفوز موسى أو أبو الفتوح أو شفيق أو صباحي، ووضعت مرسي رابعًا أو خامسًا. ولكن عندما بدأت نتائج الدول العربية -ذات الكثافة التصويتية الأعلى- تتواتر حتى تكهربت أجواء النتائج المعلنة.. فأكبر دولتين تستحوذان على ثلثي أصوات الناخبين (225 ألفًا من 333 ألفًا) هما السعودية ثم الكويت، حقق فيها الدكتور مرسي تقدمًا ملحوظًا، ما يعني بلغة الأرقام أن أكثر من صوّتوا في انتخابات المصريين في الخارج صوتوا للدكتور مرسي. ومع هذا فلا يجب أن نركن لأرقام المصريين في الخارج ونعتبرها مؤشرًا نهائيًّا على اتجاهات التصويت.. صحيح أن نتائج تصويت المصريين كانت مؤشرًا على تقدم حزبي الحرية والعدالة والنور سابقًا في الانتخابات العامة، ولكن انتخاب رئيس الجمهورية له حسابات أخرى. في انتخابات البرلمان -وأيضًا في انتخابات الرئاسة الحالية- شاهدت مواطنين بسطاء يقولون الشيء نفسه للفضائيات: "هنختار السُّنية" أو "الإسلاميين" رغم أن انتخابات الرئاسة تختلف، وهناك أكثر من مرشح إسلامي، ولكن مشكلة "الرئاسية" أن الفلول يلعبون على وتر ضياع الأمن وتدهور الاقتصاد الذي هم السبب فيه؛ ليروجوا لأحد مرشحيهم.. بل سعى أنصار شفيق للربط بينه وبين الجيش الذي يحبه المصريون؛ ليخدعوا المصريين البسطاء لاختياره! هؤلاء الفلول هلّلوا لأن مرشحهم شفيق حصل على أصوات 47 مصريًّا في إسرائيل وفاز، وإعلامهم أبرز هذه الأخبار العجيبة! ثم أغفلوا فوز محمد مرسي بأكثر من 17 ألف صوت في الكويت وآلاف مؤلفة أخرى في السعودية!! هللوا أيضًا لفوز أحدهم ب 25 صوتًا فقط في دولة أوربية أو 200 صوت في دولة أخرى، وقالوا: إن مرشحيهم فازوا في عشرات الدول، وأغفلوا فوز الدكتور محمد مرسي بالمركز الثاني هناك، والمركز الأول في غالبية الدول العربية ذات الأغلبية العديدة مثل السعودية التي بها 180 ألف صوت، والكويت التي بها 48 ألف صوت والبحرين وسلطنة عمان. المفاجأة الأكبر أن كثيرين من غير الإخوان وممن قالت استطلاعات الرأي إنهم لم يحددوا مرشحهم بعد، بدءوا يحسمون أمرهم عقب سماع كلام الدكتور مرسي وأفكاره والاطلاع على برنامج النهضة، وأعتقد أن النتائج النهائية ستكون صدمة لإعلام الفلول سواء الرسمي أو الخاص!