القوى السياسية ترى أن لها الحق فى أن تطالب بتغير جذري و أن تصل إلى كرسي الحكم و تداول السلطة ويشعرون أن الاخوان يرفضون ذلك و يسعون للإحتكار السلطة لإنفسهم دون غيرهم ولا يضعون تداول السلطة على قائمتهم . لكن لنتوقف للحظة واحدة للنظر بعين محايدة على ما يحدث على الساحة السياسية المصرية ونضع انفسنا مكان الإخوان ونفترض حسن النية ونيتهم صادقة فى البحث عن شريك فى السلطة فمن على الساحة يصلح لذلك ؟ أحزاب كرتونية كانت تشكل المعارضة مدفوعة الأجر للنظام لكى يقال أن مصر بها من الديمقراطية ما يحمى نظام مبارك من النقد الخارجى أم تلك الأحزاب حديثة الولادة الساعية للشعور بالذات ولا تشعر بضئالتها فى الشارع المصري لكنها تشعر بدورها فى الثورة وهذا لا يستطيع احد إنكاره لكن هل لديهم من التنظيم و العدد ما يجعل منهم شريك للإخوان ؟ دائما ما كان شريك الإخوان إما يتهم بخيانة القوى المدنية او يتهم الأخوان بالسيطرة على أى تحالف لكن التحالفات تحتاج إلى توازن قوى بين الطرفين فأين ذلك التوازن الذى يمنع المتحالف مع الإخوان ألا يشعر بضعفه وسيطرت الإخوان عليه حتي لو لم يقصدوا ذلك . لنري شركاء الأمس من اخوان و قوي سياسية كل منهم يخون الأخر بتهامات باطلة لا تصب إلا فى مصلحت النظام البائد فمن يتهم الإخوان بسعيهم لأخذ مكان الحزب الوطنى و السيطرة على كل الوزارات و السلطات , لا يعلم كم التعقيد فى المنظومة البيروقراطية التى شكلها الحزب الوطنى المنحل داخل أجهزة الدولة وصعوبة القضاء عليها فى ليلة وضحُها كما يحلم كل ثورى حر . ولا ينظر من يريد التغير الجذري إلى ان القوانين وحدها لا تكفى للتغير ولا حتي إستبدال الحكومات فقد وصل السيل الزبى لنرى المنتفعين هم الأكثر ضررا من التغير و الأكثر رفضا له وتهديد بالدولة العميقة . وهذا لا يبرأ ساحة الأخوان عندما تشعر أنهم لا يسعون للقضاء على المنظومة التى أقامها النظام فى الدولة لكن فقط لإستبدالها وهذا يضع كل الخيوط فى تشابك بين الثقة و الخوف , الثقة فى قدرة الإخوان على التخلص من النظام فى أى وقت و الخوف من أن ينغمر الإخوان داخل تلك المنظومة ليغرقوا فى ظلماتها . زادت الإتهامات على الساحة السياسية ووصلت إلى حد التخوين وبيع دماء الشهداء لكن إذا ما حاولنا ان ننظر من منظور أخر للإمور فهل كان امام المجلس العسكري الذى لا يعلم غير لغة الحروب و البديل الجاهز وليس صنع البديل أو الإنتظار حتى تنضج الأحزاب الثورية ؟! فما رأى أمامه غير الأخوان الفصيل السياسي الوحيد فى مصر القادر على التفاوض و النقاش حول شكل دولة لربما تنتج فى ليلة وضحها مما أعطى المجلس امل فى الحفاظ على بعض مكتسباته من النظام البائد فى نقاش طويل المدي بينه و بين النظام البديل . على كل من يري فى نفسه بديل أو له القوة الكافية للدخول مع الأخوان دون الشعور بضئالته أن يعلن عن نفسه أو ليصمت إلى أن يكون قادر علي الحديث و لينظر بعين ثاقبة على بناء قاعدة له وليس هدم قواعد الأخرين .