لقي 33 شخصًا مصرعهم فيما أصيب ثمانية وعشرون آخرون في حادث إطلاق نار وقع داخل جامعة فيرجينيا الأمريكية للتكنولوجيا في حادث هو الأسوأ من نوعه في تاريخ المؤسسات التعليمية الأمريكية الأمر الذي أثار حالةً من الهلع وسط الأمريكيين. ووقع الحادث أمس الاثنين عندما قام أحد الأفراد بإطلاق النار بشكل عشوائي في قاعة أمبلر جونستون قرب غرف نوم الطلبة في الجزء الغربي من الجامعة قبل أن يقوم بعد ذلك بحوالي ساعتين بإطلاق النار في المبنى الهندسي للجامعة والواقع في منطقة نوريس هول داخل الحرم الجامعي أيضًا مما أسفر عن مقتل 32 شخصًا وإصابة حوالي 28 آخرين قبل أن يطلق النار على نفسه فيسقط قتيلاً!! وفي رد فعل على ذلك، قال الرئيس الأمريكي جورج بوش إنه يشعر بالصدمة جراء الحادث. وأضاف أن المدارس لا بد أن تكون أماكن آمنة للتعليم فإذا انتهك هذا الأمان فإن ذلك سينعكس على كل الفصول وعلى المجتمع ككل. وقرَّرت إدارة الجامعة إبقاءها مفتوحةً معتبرةً أن الحادث "فرديٌّ وعرضيٌّ ولا يستدعي الإغلاق داعيةً الطلاب إلى البقاء بعيدًا عن النوافذ، بينما قامت السلطات بإغلاق جميع المداخل المؤدية إلى الجامعة. وقال رئيس الجامعة تشارلز ستيغر في مؤتمر صحفي أن الجامعة في حالة صدمة ورعب. وأضاف أن التحقيقات تسعى أيضا لكشف أي قصور في طريقة تعامل شرطة الجامعة مع هذه الحالية وخاصة تحذير الطلاب بعد أول إطلاق للنار الذي وقع بنزل للطلاب داخل حرم الجامعة ما أسفر عن مقتل طالبين. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن أحد الطلاب قوله- في رسالة إليكترونية بعث بها من داخل الجامعة-: "المشهد هنا لا يُصدَّق.. إنني أشاهد التلفزيون وأطالع الإنترنت، ولا أكاد أصدق أن كل هذا يحدث هنا في الحرم الجامعي، ولا يكاد العقل يستوعب ذلك، خاصةً وأنت طالب بالحرم الجامعي"، ووصف مشهد إطلاق النار بأنه كان "فوضويًّا تمامًا". هذا وما زال الغموض يلف دوافع وملابسات الحادث حيث أعلن متحدث باسم الشرطة الاتحادية الأميركية (أف بي آي) أنه لا توجد دلائل على أن الحادث "عمل إرهابي". إلا أن المتحدث أكد أن كل الفرضيات تبقى قائمة خلال التحقيقات التي تجريها حاليا الولاية بدعم من "أف بي آي". هذا وقد تم أخذ عينة من الحامض النووي للمسلح القتيل فيما لم يستبعد رئيس حرس الجامعة وجود شريك للمسلح. ولا يأتي هذا الحادث منفردًا؛ حيث إن للولايات المتحدة تاريخًا في حوادث إطلاق النار في المؤسسات التعليمية، ففي العام 1966م فتح تشارلز ويتمان النار على حرم إحدى الجامعات في تكساس؛ مما أسفر عن مقتل 14 شخصًا وإصابة 31 آخرين، بعد يوم من قتله زوجتَه وأمَّه، كما قام طالبان في مدرسة كولومباين للتعليم العالي في كولورادو في العام 1999م بقتل 12 من زملائهما من الطلبة فضلاً عن مدرِّس قبل أن ينتحر. ويرجع انتشار حوادث إطلاق النار في المؤسسات التعليمية إلى انتشار السلاح في أيدي الأفراد وسهولة اقتنائه في الولاياتالمتحدة، ويشير استمرار انتشار السلاح في أيدي المواطنين الأمريكيين إلى أن القوانين الأمنية التي تطبَّق داخل الولاياتالمتحدة منذ أحداث 11 سبتمبر في العام 2001م- وفي مقدمتها قانون الولاء الوطني- ليست فاعلةً في مجال مكافحة العنف بالنظر إلى أنها تركز فقط على مراقبة العرب والمسلمين دون النظر إلى إمكانية وقوع حوادث عنف داخل الولاياتالمتحدة على يد الأمريكيين من غير ذوي الأصول العربية والأمريكية.