أعلنت كوريا الشمالية اليوم أنها بدأت بحقن الوقود في صاروخ طويل المدى استعدادا لإطلاقه في مهمة لوضع قمر صناعي في الفضاء، ومن المتوقع أن تحدث عملية الإطلاق في الفترة بين غد الخميس والاثنين المقبل. وقال رئيس مركز مراقبة الأقمار الصناعية التابع للجنة الكورية لتكنولوجيا الفضاء بايك تشانغ "أعتقد أن عملية حقن الوقود ستكتمل في موعد مناسب"، غير أنه لم يذكر تاريخا محددا. وأضاف لمجموعة من الصحفيين الأجانب "فيما يتعلق بالموعد المحدد للإطلاق فإن رؤسائي هم الذين سيقررونه". وتقول كوريا الشمالية إن إطلاق الصاروخ "أونها 3" مخصص فقط لوضع قمر صناعي للأرصاد الجوية في الفضاء، ستكون مهمته تزويد معلومات عن المحاصيل والغابات والموارد الطبيعية لكوريا الشمالية. ولم تنجح بيونغ يانغ في وضع قمر صناعي في مداره في محاولتين ماضيتين عامي 1998 و2009. وقد أعلنت أنها ستضع قمرها الصناعي الحالي احتفاء بالذكرى المئوية لمولد "مؤسس الأمة" الكورية الشمالية الزعيم كيم إيل سونغ الذي يوافق ال15 من أبريل الجاري. واتخذ بعض جيران كوريا الشمالية -مثل الفلبين- إجراءات احترازية بتحويل مسارات حركة الطيران، وقالت اليابان إنها ستسقط الصاروخ إذا عبر مجالها الجوي. ونشرت اليابان بطاريات صواريخ أرض جو من طراز باتريوت أدفانست كابابيلتي (باك 3) وسط طوكيو، وجرى إعداد قاعدتين مشابهتين في المنطقة لحماية العاصمة وسكانها. وبينما وصفت روسيا مشروع إطلاق الصاروخ بأنه "استخفاف" بقرارات مجلس الأمن الدولي، قال وزراء دفاع كل من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إن نية بيونغ يانغ إطلاق الصاروخ "استفزاز خطير". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش لوكالة ريا نوفوستي أمس الثلاثاء "نعتبر قرار بيونغ يانغ إطلاق قمر اصطناعي مثالا على الاستخفاف بقرارات مجلس الأمن الدولي.. وعلينا أن نسعى إلى حل سياسي دبلوماسي للأزمة". وأكد مصدر في هيئة الأركان الروسية أن الجيش الروسي سيراقب إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي، مشيرا إلى أن "نظام الإنذار في مواجهة هجمات الصواريخ وأنظمة مراقبة الفضاء ستراقب إطلاق الصاروخ وكل مراحل التحليق حتى انفصال القمر الاصطناعي"، وأضاف أن "أنظمة المراقبة التي تملكها روسيا تسمح بتحديد إحداثيات ومهمات الصاروخ". ومن ناحية أخرى، ناقش وزيرا الدفاع الكوري الجنوبي كيم كوان جين ونظيره الأميركي ليون بانيتا سبل التعاون بين البلدين فيما يتعلق بإطلاق بيونغ يانغ الصاروخ، وأكدا مجددا موقفهما الرافض لإطلاقه. ويقول الغرب وقوى إقليمية إن عملية الإطلاق هي تجربة مستترة لصاروخ طويل المدى. وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد جددت في وقت سابق نصيحتها لكوريا الشمالية بألا تطلق الصاروخ، قائلة إنه سينتهك قرارات مجلس الأمن واتفاقا نوويا وقع يوم 29 فبراير الماضي. كما حذرت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية من أنها ستزيد عزلتها إذا مضت قدما في إطلاق الصاروخ. ولا يزال البلدان في حالة حرب من الناحية النظرية لأن الحرب الكورية التي استمرت من 1950 إلى 1953 انتهت بهدنة وليس بمعاهدة سلام. وقالت مصادر أمنية في سول، مستشهدة بصور للأقمار الصناعية، إن كوريا الشمالية تجهز أيضا لتجربة نووية ثالثة في أعقاب إطلاق الصاروخ على غرار ما فعلته في 2009 وهي خطوة في حكم المؤكد أن تقابل بمزيد من الإدانات من جانب الغرب.