تحدث حراس وسدنة المسجد الأقصى المبارك عن انتهاكات خطيرة من قبل أفراد شرطة الاحتلال الصهيوني بحق باحات المسجد، الذي يعتبر أحد أهم ثلاثة مساجد في الإسلام وتشد إليه الرحال. وقال أحد الحراس في شهادة حية حول ما يجري في محيط المسجد من انتهاكات إن شرطياً صهيونيا سب الذات الإلهية داخل المسجد الأقصى، فيما قام شرطي آخر برفع صوت المذياع وهو يستمع الى تلفظات إباحية، وقام آخر بتصويب مسدسه الى رأس أحد حراس المسجد الأقصى، فيما يقوم الكثير من أفراد الشرطة بالتدخين داخل المسجد الأقصى بشكل دائم. هذا ولا يزال محمود خطيب، وهو أحد حراس المسجد الأقصى يرقد في فراش المرض، بعد أن تعرض الاثنين الماضي للضرب المبرح من قبل أفراد شرطة الاحتلال الاسرائيلية أثناء قيامه بعمله في حراسة المسجد الأقصى المبارك بشكل عادي ، ودون سابق إنذار أو مبرر قام أحد أفراد الشرطة الاسرائيلية باستفزازه والتحرش به في المنطقة الواقعة ما بين باب حطة وباب الغوانمة ، وتعالت الأصوات بينهما ، وما هي الاّ دقائق حتى اجتمع على حارس المسجد الأقصى محمود خطيب عدد كبير من أفراد الشرطة الاسرائيلية، فأسرع عدد من حراس الأقصى إلى الموقع لفض الإشكال ، ولكن أفراد الشرطة الاسرائيلية أصروا على اعتقال محمود خطيب ، ولما منع حراس الأقصى ذلك ، عززت الشرطة الاسرائيلية نفسها بقوات أخرى وصل عددها الى أكثر من عشرين فردا ، وقامت بسحب الحارس محمود خطيب الى خارج أبواب المسجد الأقصى ، ومن ثم انهالت القوات البوليسية الاسرائيلية عليه بالضرب المبرح وهي تمسك بيديه ورأسه، حيث أوسعوه ضربا على جميع أنحاء جسمه ، وأثناء جره على الأرض وتعرضه للضرب تمزقت ملابسه ، ومن ثم تمّ اعتقاله في محطة الشرطة في"المسكوبية" لمدة يوم ونصف، وبقرار من المحكمة الإسرائيلية مُنع خطيب من دخول المسجد الاقصى لمدة أسبوع وبكفالة مالية قدرها 10 آلاف شيقل". ولم تمر ساعة أو ساعتين حتى تم اعتقال عوني أبو سنينة الذي يعمل منذ 12 عاماً حارساً للأقصى ويعمل اليوم سادنا، بحجة أنه شارك في الاعتداء على شرطي، ومحاولة تهريب مطلوب للشرطة والتحريض على أفرادها، حيث تم احتجازه ليوم ونصف وقررت المحكمة الاسرائيلية أيضا إبعاده عن الأقصى لمدة سبعة أيام وبكفالة مالية قدرها 10 آلاف شيقل. في اليوم التالي ، استدعت شرطة الاحتلال، ناصر قويدر مسؤول وحدة الحراسة الصباحية في المسجد الأقصى ، للتحقيق معه في مركز شرطة "القشلة". وادعت الشرطة الإسرائيلية أن ناصر قويدر شارك في أحداث يوم الاثنين خلال اعتقال الحارس محمود خطيب ووجهت الشرطة الاسرائيلية له أربعة تهم : ضرب شرطي ، تحريض الناس على الشرطة ، محاولات تهريب مطلوب للشرطة ، إهانة شرطي ، وقررت الشرطة الاسرائيلية بعد التحقيق إبعاد قويدر عن المسجد الأقصى ومنعه من الدخول إليه لمدة أسبوعين وكفالة قدرها ثلاثة آلاف شيقل. ويذكر أن نفس هذه التهم وجهت للحارس محمود خطيب وعوني ابو سنينة. وفي حديث مع ناصر قويدر قال إن "الشرطة الإسرائيلية زادت من استفزازاتها لحراس المسجد الأقصى المبارك والتدخل في عملهم، وما نقوم به نحن حراس الأقصى هو حفظ الأمن داخل حدود المسجد الأقصى، وهذه من صلاحيات الأوقاف، وبالطبع من وظيفة ومهام حراس المسجد الأقصى ، نحن نقوم بدورنا وواجبنا ولا يحق للشرطة الإسرائيلية ان تتدخل في عملنا، نحن تابعون لدائرة الأوقاف في القدس وهم المسؤولون عن المسجد الأقصى ، الشرطة الاسرائيلية تحاول منع حراس الأقصى من القيام بواجبهم". وأكد قويدر أنه لاحظ في الآونة الأخيرة تصاعد اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى تحت حماية وحراسة الشرطة الاسرائيلية، وأي احتجاج من قبل حراس الأقصى يعرضهم للاعتقال او الضرب أو الاهانة وبالتالي منعهم من دخول الأقصى ، بهدف تخويف وترهيب حراس المسجد وثنيهم عن قيامهم بحفظ الأمن وحفظ حرمة المسجد الأقصى من انتهاكات المستوطنين اليهود. وقدم سدنة المسجد الأقصى شهادات مذهلة لما تقترفه الشرطة الإسرائيلية داخل المسجد الأقصى المبارك، فقد حدث عوني طه ابو سنينة أنه قبل أيام قام أحد عناصر الشرطة الإسرائيلية بسب الذات الإلهية بصوت عالٍ جدا داخل ساحات المسجد الأقصى وبالتحديد قبالة المسجد القبلي الكبير ، وقد سمعه العديد من حراس الأقصى، وتدخلوا على الفور، ولم يستطيعوا ردع هذا الشرطي عن الإصرار على فعلته. وقال عوني: إن أحد حراس الأقصى، وقبل عام بالتحديد، منع شرطيا إسرائيليا من أن يدوس بحذائه على سجاد المسجد القبلي، فقام هذا الشرطي بتصويب مسدسه الى رأس الحارس، وهو نفس الشرطي الذي بادر قبل يومين بالاعتداء على محمود خطيب. حارس آخر من حراس المسجد الأقصى، أوضح أن أحد حراس المسجد كان يستمع في يوم من الأيام عبر جهاز اللاسلكي الى آيات من القرآن لكريم ، وكان يقف بالقرب منه شرطي اسرائيلي ، فلم يرق له ذلك وحاول منع الحارس من مواصلة استماعه لآيات القرآن، وإذ بالشرطي الإسرائيلي يشغل جهاز هاتفه على أصوات وتلفظات إباحية". هذا واستنكرت الأوقاف الإسلامية في القدس قرار الشرطة الإسرائيلية إبعاد حارسين عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع وفرض كفالة مالية بقيمة 10 آلاف شيكل ، كما نددت بإبعاد ناصر قويدر مسؤول حراس المسجد الأقصى للفترة الصباحية لمدة 15 يوماً ، وعبرت عن رفضها المطلق للإجراءات الإسرائيلية "غير المبررة بحق حراس المسجد الأقصى المبارك". واعتبرت الأوقاف أن هذه الإجراءات الإسرائيلية "تندرج في إطار الحملة الظالمة بحق المسجد الأقصى الذي يتعرض لسلسلة من الممارسات والإجراءات الإسرائيلية المرفوضة التي تهدف عزلة وتركه دون حراسة تمهيداً للاستيلاء عليه من قبل المتطرفين الصهاينة". يذكر أن هناك 13 حارساً من حراس المسجد الأقصى المبارك من سكان الضفة الغربية ترفض السلطات الإسرائيلية منحهم تصاريح دخول للقدس لمزاولة عملهم، إضافة إلى عدد آخر من حراس المسجد من الذين صدرت بحقهم أوامر إبعاد عن المسجد الأقصى، بقرار من قيادة الشرطة أو المحاكم الإسرائيلية لمدد تتراوح بين أسبوع وحتى 6 أشهر في محاولة لعرقلة عملية حماية ورعاية الأقصى وتسهيل عملية اقتحام المستعمرين والجماعات الدينية المتطرفة له.