تعهد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أمس الأربعاء في حديث جديد بأن يحول جنوب لبنان إلى مقبرة للغزاة الإسرائيليين مؤكدا أن الهجمات الصهيونية لم تضعف قدرات حزب الله الصاروخية، وأكد الأمين العام لحزب الله أن مقاتلي الحزب ما زالوا صامدين في المواقع الأمامية جنوب لبنان, وهم مستمرون بإلحاق الهزائم المتوالية بالقوات الصهيونية "العاجزة عن تحقيق تقدم جوهري داخل الأراضي اللبنانية, والتي لا تزال عند الحدود رغم مرور نحو شهر من بدء القتال". وفي كلمة بثها تلفزيون المنار التابع لحزب الله قال نصر الله "أقول للصهاينة يمكنكم أن تأتوا الى اي مكان يمكنكم ان تجتاحوا ان تنزلوا قواتكم المحمولة جوا وان تدخلوا الى هذه القرية أو تلك النقطة .. ولكن كل ذلك سيلحق بكم تكلفة باهظة لن تستطيعوا البقاء في أرضنا. لو دخلتم إليها سنخرجكم بالقوة. سنحول ارض جنوبنا الغالي إلى مقبرة للغزاة الصهيانية."
وأضاف "هؤلاء الذين يقاتلونكم في الخطوط الأمامية يقاتلونكم ببسالة وتنتظركم عند كل قرية وكل تل ووادي وعند كل مرحلة جديدة ينتظركم آلاف المجاهدين المستعدين العازمين الشجعان.. في الميدان هذا ما ينتظركم هذا ما نحبه هذا ما نرغبه. نحن نريد ان يقف العدوان كل العدوان ولكن ان كان لا بد من منازلة فأهلا وسهلا بالمنازلة الميدانية كما جرى حتى الان. انتم الجبناء تقتلون نساءنا وأطفالنا وشيوخنا وتدمرون بيوتنا اما نحن فنقتل ضباطكم وجنودكم وندمر دباباتكم."
وقال موجها حديث الى الصهاينة "حتى الان لقد رأيتم بعض بأسنا اهلا وسهلا بكم في العملية البرية الواسعة التي سترون فيها كل بأسنا ان شاء الله." وقال إن "العدو نتيحة هذه الإخفاقات سيلجأ إلى المزيد من ضرب البنى التحتية والمجازر والهجمات على المواقع المدنية لأنها الوسيلة الوحيدة والمؤلمة أمام هذا العدو المتوحش".. واعتبر نصر الله أن الهدف من هذا السلوك العسكري الضغط على اللبنانيين وحكومتهم لقبول الشروط الإسرائيلية, معربا عن أسفه لعدم وجود بند في قرارات مجلس الأمن يدين إسرائيل على المجازر التي ارتكبتها ويركز بدلا من ذلك على إدانة عملية أسر جنديين إسرائيليين. وتساءل "كيف نعيش بسلام إلى جانب عدوان وحشي وهمجي, ومجلس الأمن غير قادر على حماية لبنان". واعتبر صمود المقاومة نصرا للبنانيين وإخفاقا للعدو. وقال إن المقاتلين مصرون على القتال "حتى آخر طلقة ويصنعون المعجزات ويقدمون نموذجا قل نظيره في التاريخ، والإسرائيليون في مأزق لأنهم أصبحوا صيدا للمقاومة لذلك فهم يستخدمون الحيوانات" في نقل الجند والعتاد. وأكد نصر الله أن قوات حزب الله دمرت حتى الآن أكثر من ستين دبابة ميركافا وعشرات الجرافات وناقلات الجند. وقال إن المقاومين قتلوا من العسكريين فقط أكثر من مائة ضابط وجندي وأصابوا أكثر من أربعمائة جندي بعضهم بحال خطر, باعتراف إسرائيل. وقال إن المقاومة ضربت إسرائيل ب350 صاروخا بعد أن قال رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت إن إسرائيل أضعفت القدرة الصاروخية لحزب الله. وأضاف أن المقاومة أجبرت الإسرائيليين على المكوث في الملاجئ بعد أن ضربهم أكثر من ثلاثة آلاف صاروخ "مسددة إلهيا", وإسرائيل بالمقابل تلجأ للتضليل الإعلامي ولا تسمح لوسائل الإعلام أن تصور أماكن سقوط الصواريخ. وقال "لعرب حيفا رسالة خاصة اقول نحن حزنا ونحزن لشهدائكم ولجرحاكم انا ارجوكم واتوجه اليكم ان تغادروا هذا المدينة. اتمنى عليكم ان تفعلوا ذلك. خلال الفترة الماضية ان وجودكم وما اصابكم جعلنا نتردد في التعرض لهذه المدينة بالرغم من الضاحية الجنوبية تقصف سواء قصفت حيفا او لم تقصف حيفا وبقية العمق اللبناني يقصف. ارجو ان تريحونا من هذا التردد وان تحقنوا دماءكم التي هي دماؤنا وان تغادروا هذه المدينة."
وأكد أن إسرائيل قررت اليوم توسيع العمليات العسكرية في لبنان كجزء من الحرب النفسية حتى تقبل الحكومة اللبنانية بما جاء به ديفد وولش مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط.
أوصى نصر الله اللبنانيين بالابتعاد عن أي سجالات سياسية أو إعلامية وأن تكون الأولوية للصمود والتضامن من أجل مصلحة لبنان. كما طلب من النازحين مراعاة المحيط الذي يتواجدون فيه وتجاوز الحساسية لئلا تعود الفائدة من ذلك إلى إسرائيل.
كما دعا نصر الله المنظمات والأحزاب إلى تجنب التظاهرات والاعتصامات وتجنب الوقوع في الفتنة, مؤكدا أن ما روجت له إسرائيل بأن بعض الجهات اتصلت بها ورحبت بمواصلة هجومها ما هي إلا محض أكاذيب. وعن موضوع نشر الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية, قال نصر الله إن ذلك سيفتح الطريق لمعالجة سياسية توقف العدوان. وعن موقفه من هذا القرار قال إن حزب الله كان يعترض على نشر الجيش لأنه كان يخاف عليه, لأن وضع جيش نظامي محدود الإمكانيات على الحدود سيضعه في "فم التنين" أو "في وجه المدفع" ويمكن أن يدمر في أي لحظة. وأوضح أن الجيش بإمكانياته الحالية غير قادر على المواجهة. وأضاف أنه سيترك موضوع استكمال انتشار الجيش جنوب الليطاني للنقاش الداخلي بالرغم من الإجماع الوطني والتمسك بالنقاط السبع التي اقترحها رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة.