كشفت النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة في روسيا عن فوز فلاديمير بوتين بنسبة تزيد على 60% متقدمًا عن المرشحين الثلاثة الآخرين الذين خاضوا انتخابات الأمس عن أحزاب "الشيوعي" و"الليبرالي الديموقراطي" و"روسيا العادلة" الممثلة في مجلس الدوما. وذلك إلى جانب الملياردير ميخائيل بروخوروف الذي خاض الانتخابات الرئاسية لأول مرة عن المستقلين. وقد جرت هذه الانتخابات لأول مرة في تاريخ الدولة الروسية تحت رقابة كاميرات الفيديو التي زُوٍدت بها ما يزيد على 94 ألفا من مراكز الاقتراع بناء على اقتراح من جانب فلاديمير بوتين رئيس الحكومة تفاديًا لأية احتجاجات قد تظهر لاحقا حول تزوير الانتخابات شأنما حدث في أعقاب الانتخابات البرلمانية في ديسمبر الماضي. ومن المعروف أن فلاديمير بوتين ممثل الحزب الحاكم خاض هذه الانتخابات للمرة الثالثة بعد فوزه في المرتين السابقتين في عامي 2000 و2004 بأغلبية حملته إلى عرش الكرملين من الجولة الأولى في نفس الوقت الذي فشل فيه منافساه زعيم الشيوعيين الروس جينادي زيوجانوف ورئيس الحزب الليبرالي الديموقراطي فلاديمير جيرينوفسكي في المرات الأربع السابقة التي خاضا فيها الانتخابات أمام كل من الرؤساء بوريس يلتسين وبوتين ودميتري ميدفيديف. أما سيرجي ميرونو،ف ممثل حزب "روسيا العادلة"، فقد شارك في الانتخابات السابقة مرتين وخسرهما أيضا أمام كل من بوتين وميدفيديف وكلاهما من أبناء مدينة سان بطرسبورج التي تستحوذ على ما يزيد عن 80-90% من كل المناصب القيادية في الدولة الروسية، حيث ينحدر منها رؤساء الدولة والحكومة ومجلسي الدوما والاتحاد والرقابة الإدارية والغالبية العظمى من الوزراء وكبار المسئولين في الجهاز الإداري للدولة الروسية. وقد جرت الانتخابات تحت رقابة ما يقرب من 700 مراقب يمثلون مختلف المنظمات الدولية والإقليمية ومنها منظمة الأمن والتعاون الأوروبي والجمعية البرلمانية لمنظومة بلدان الكومنولث، إلى جانب ما يقرب من ستة آلاف من الصحفيين المحليين والأجانب ومعهم الآلاف من مندوبي المرشحين الخمسة. وكانت موسكو شهدت توقيع اتفاقية تقضي بتشكيل مجلس موحد يجمع المراقبين الروس والأجانب للتعاون في الإشراف والرقابة على الانتخابات في مختلف البلدان التي تسمح بدخول مراقبين أجانب إلى أراضيها إلى جانب تبادل المعلومات والآراء. وقد وقع الاتفاقية ممثلو منظمات المجتمع المدني وقيادات فرق المراقبين عن المنظمات الدولية والإقليمية. ومن اللافت أن فترة الرئاسة اعتبارا من هذه الدورة تمتد لست سنوات بدلا من أربع بموجب التعديلات الدستورية التي طرحها الرئيس ميدفيديف في عام 2008 بما يعني أن بوتين الذي تحمله النتائج الأولية إلى صدارة القائمة يمكن أن يستمر في منصبه حتى عام 2024 أي لفترتين أخريين تضافان إلى سنوات عمله السابقة التي تعود بدايتها إلى اغسطس 1999 سواء كرئيس للدولة أو رئيس للحكومة.