تبادلت بريطانيا وإيران المذكرات الدبلوماسية بشأن أزمة البحارة المحتجزين التي دخلت مرحلة جديدة من التصعيد بعد إعلان طهران البدء في إجراءات قانونية لمحاكمة البحارة ال15. وقالت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت – بحسب الجزيرة - إن بريطانيا بعثت لإيران برد مكتوب على مذكرتها بشأن احتجاز أفراد البحرية البريطانية في الخليج قبل ثمانية أيام مشيرة إلى أن الجانبين يجريان مباحثات الآن بهذا الخصوص. وأكدت بيكيت أن لندن لم تتسلم ردا حتى الآن على رسالتها قائلة تلقينا في البداية مذكرة دبلوماسية وأرسلنا ردا بمذكرة دبلوماسية. وأضافت أننا نرغب في سبيل للخروج من هذه الموقف ونريد أن يحدث ذلك سلميا وبالسرعة الممكنة. وشددت وزيرة الخارجية البريطانية على أهمية حل الأزمة بشكل سلمي مشيرة إلى أن الباب لا يزال مفتوحا للحوار. وقد دخلت أزمة البحارة منعطفا جديدا في وقت سابق اليوم السبت, بإعلان السفير الإيراني لدى موسكو غلام رضا أنصاري أن خطوات قانونية بدأت بالفعل لمحاكمتهم. وقال رضا أنصاري – بحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية – إن الشق القانوني المتعلق بهؤلاء البحارة البريطانيين بدأ وإذا ثبتت التهم ضدهم ستجري معاقبتهم. وتصاعدت الأزمة بعد أن بث التلفزيون الإيراني مشاهد جديدة لأحد عناصر البحرية يعترف خلالها بدخول المياه الإيرانية ويعتذر عن ذلك. كما نشرت إيران ثلاث رسائل للمرأة الوحيدة بين عناصر البحرية فاي تورني التي قالت فيها إنه تمت التضحية بها من أجل سياسات بريطانيا والولاياتالمتحدة ودعت القوات البريطانية إلى الانسحاب من العراق. في غضون ذلك حذر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي بريطانيا من تسييس الأزمة وقال إن على لندن تجنب ما أسماه العواصف الإعلامية للحيلولة دون مزيد من التعقيد للمسألة. وفي محادثة مع نظيره الياباني تارو آسو قال متكي إن على البريطانيين أن يقبلوا أنه حدث انتهاك للمياه الإيرانية الإقليمية والتعهد بضمان عدم تكرار ذلك. في هذه الأثناء عرض الرهينة البريطاني السابق في لبنان تيري ويت التوجه إلى إيران للقيام بدور الوسيط المستقل ومحاولة حل الأزمة. وقال ويت الذي اعتقل لمدة خمس سنوات تقريبا في لبنان، عبر محطة "سكاي نيوز" التلفزيونية البريطانية إنه مستعد للتوجه بصفة إنسانية فقط. وأعلن أنه سيستقل الطائرة المقبلة في حال حصوله على إشارة إيجابية من الإيرانيين حول وساطته. يشار إلى أن ويت فاوض عام 1981 حراس الثورة الذين احتجزوا البريطانيين في منطقة شط العرب بمياه الخليج في 23 مارس وتوصل معهم آنذاك إلى الإفراج عن مجموعة من البريطانيين والإيرانيين الذين كانوا متهمين بالتجسس. من جهة ثانية أعلن رئيس البرلمان التركي بولنت أرينج أن بلاده تعمل بقوة من أجل الإفراج عن جنود البحرية البريطانيين في أسرع وقت ممكن. وقال إن أنقرة طلبت من طهران عدم ترك الوضع يتفاقم والإفراج سريعا عن الجنود البريطانيين لتفادي أي ذريعة لأعمال عدائية. وفي واشنطن قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن هناك مصادر إيرانية لم تكشف عن هويتها، حاولت جر الولاياتالمتحدة إلى هذا الأمر باقتراحها تبادلا للأشخاص وهو ما نرفضه .