دعت المعارضة الموريتانية أنصارها إلى النزول إلى الشارع لتغيير النظام الدكتاتوري في البلاد. وطالب الناشط الحقوقي والمعارض الموريتاني بيرام ولد اعبيدي أنصاره بالدفع باتجاه تغيير نظام القائم والذي صفه بالدكتاتوري المستبد، متعهدًا بإسقاطه خلال مرحلة وجيزة، وبدورها دعت منسقية المعارضة أمس إلى رحيل النظام الحالي. وطالب ولد اعبيدي منسقية المعارضة بترجمة أقوالها إلى أفعال، والنزول فوريًّا إلى الشارع من أجل إحداث التغيير الحقيقي، معتبرًا أن موريتانيا يجب أن تحذو حذو الدول المغاربية والأفريقية المجاورة لها، والتي قال: إن شعوبها تمكنت بفضل نضالها من تغيير أنظمتها وتحقيق طموحات شعوبها. وشدد المعارض على أنه ولأجل تحقيق التغيير يجب أن يكون القادة السياسيون بالمقدمة، وأن يتصدروا المشهد، ويدفعوا الثمن، وأضاف: "علينا أن نهجر بيوتنا وأطفالنا نحو الشوارع والميادين العامة حتى نحقق القدوة ونفرض التغيير". وكانت منسقية المعارضة - التي طالبها ولد اعبيدي بالنزول إلى الشارع - قد دعت هي الأخرى النظام الحاكم إلى الرحيل ومغادرة السلطة لتجنيب البلاد ما سموه ويلات عدم الاستقرار السياسي والأمني, وفقًا للجزيرة نت. وقالت المنسقية بمؤتمر صحافي أمس: إن النظام الحالي فشل في تحقيق أدنى مستوى من التنمية، وعجز عن الاستجابة لمطالب شعبه في الحرية والكرامة، ولم يعد أمامه من خيار سوى الرحيل. وقال زعيم المعارضة أحمد ولد داداه: إن البلد اليوم يعيش فراغًا دستوريًّا حقيقيًّا، فليست أي من المؤسسات الحالية سواء رئاسة الجمهورية أو الحكومة أو البرلمان شرعية بحكم انتهاء فتراتها الدستورية، مشيرًا إلى أن القاعدة تقول: إن ما بني على باطل فهو باطل. وقال المنسق الدوري للمعارضة با ممدو آلاسان: إن الرئيس الحالي فقد شرعيته "بسبب انتهاكه للقوانين وقمعه للمسيرات وتدجينه للقضاء، وتدميره لمقدرات البلاد الاقتصادية وعجزه الحقيقي عن إدارة شؤون البلاد" مما يعني – بحسبه - أنه يجب أن يرحل عن السلطة فورًا. وقمعت السلطات الموريتانية السبت تظاهرة لناشطين من حركة 25 فبراير في العاصمة نواكشوط واعتقلت عددًا منهم. وقامت الشرطة الموريتانية بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية على ناشطين في حركة 25 فبراير الشبابية من أجل تفريقهم؛ حيث كانوا يتجمعون بالقرب من المستشفى الوطني من أجل تنظيم مسيرة على طول شارع جمال عبد الناصر وسط العاصمة نواكشوط. وأكد أحد الناشطين في الحركة أن الشرطة اعتقلت كلاًّ من "التار ولد أحمدا، محمد امبارك ولد الداه، الهاشمي ناصر، محمد عبدو وسيد الطيب ولد المجتبى"، مضيفًا بأن "الشباب يقومون بتجمع صفوفهم من أجل العودة بعد أن قامت الشرطة بتفريقهم، مؤكدة على أن مسيرتهم ستظل سلمية"، وفقًا لصحراء ميديا. وكانت الشرطة قد عمدت في البداية إلى التدخل من أجل تفريق مجموعات النشطاء بالدفع والضرب، ليعودوا ويتجمعوا في مكان آخر، فيما أكد نشطاء أن الشرطة صادرت هواتف بعضهم، إضافة إلى شعارات كانوا يحملونها. وكان بعض الناشطين في حركة 25 فبراير يتجمعون بالقرب من مسجد شجرة الأنبياء في الحي "ك"، حيث أكدوا أن تحركاتهم "سلمية" وأنهم يرفضون أي "استفزاز" يستهدف تحويل احتجاجهم إلى احتجاج "غير سلمي".