ارتفع سعر البنزين في الولاياتالمتحدة إلى أعلى مستوى له في مثل هذا الوقت من العام، ليصل إلى 3.53 دولارات للغالون (3.785 لترات). ومنذ الأول من يناير الماضي، ارتفع سعر البنزين بنحو 25 سنتا، ويقول خبراء إنه قد يصل إلى 4.25 دولارات للغالون في نهاية أبريل القادم. ويقول رئيس مؤسسة أبحاث إستراتيجيات الطاقة والاقتصاد مايكل لينش إنه يتوقع هبوطا في حركة النقل بموسم الإجازات في الصيف القادم عندما يصل سعر الغالون إلى أكثر من أربعة دولارات. وقد ارتفع سعر البنزين في الولاياتالمتحدة بعد ارتفاع سعر النفط الخام في العالم. يشار إلى أن أسعار الخام تختلف في أنحاء العالم، وارتفع سعر برميل خام برنت الأوروبي الذي يتم على أساسه تسعير الخامات التي تستوردها مصافي الولاياتالمتحدة، بنسبة 11% هذا العام إلى نحو 119 دولارا بسبب القلق في منطقة الخليج التي سببها البرنامج النووي الإيراني، وهبوط درجات الحرارة في أوروبا وزيادة الطلب على النفط في الاقتصادات الناشئة. وزاد سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط -وهو خام الإشارة الأميركي- بنسبة 4% إلى نحو 103 دولارات، أي ما يمثل ارتفاعا بنسبة 19% مقارنة مع العام الماضي. يشار إلى أن ارتفاع سعر البنزين يضر بإنفاق المستهلكين في الولاياتالمتحدة والذي يمثل ثلثي الاقتصاد الأميركي، كما يهدد الانتعاش الطفيف الذي حققه. ويعني ارتفاع البنزين بنسبة 25% لمدة عام كامل خسارة للاقتصاد بقيمة 35 مليار دولار. ويمثل هذا المبلغ 0.2% فقط من حجم الاقتصاد الأميركي، لكن الاقتصاديين يقولون إنه مؤثر في وقت ينمو فيه الاقتصاد ببطء. فقد حقق الاقتصاد الأميركي نموا بلغ 2.8% فقط في الربع الأخير من العام الماضي، ويعتبر هذا المعدل ضعيفا إذ إنه يأتي بعد فترة ركود. وقد أصبحت مسألة سعر البنزين قضية في حملات الانتخابات الرئاسية الأميركية. وتحدث المرشح الجمهوري نيوت غينغريتش عدة مرات خلال الأسبوع الماضي عن فتح مناطق جديدة للاستكشاف عن النفط بالولاياتالمتحدة بهدف تعزيز الاستقلال في مجال الطاقة في أكبر بلد مستهلك في العالم. وقال "إن هدفنا يجب أن يكون خفض سعر البنزين إلى 2.5 دولار للغالون أو أقل من ذلك، بحيث يستطيع الموظفون الذهاب إلى أعمالهم والمتقاعدون السفر". ومن المتوقع أن يزيد سعر البنزين في الشهرين القادمين. وتتوقع مؤسسة معلومات أسعار النفط أن يصل سعر غالون البنزين في الولاياتالمتحدة إلى 4.25 دولارات مع نهاية أبريل القادم، في حين أن السعر وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق -وهو 4.11 دولارات للغالون- في يوليو 2008. وافتتح سعر الغالون في بداية 2012 ب3.28 دولارا، ووصل معدل السعر الشهر الجاري إلى 3.49 دولارات من 3.7 في فبراير 2011 الذي كان يعتبر سعرا قياسيا في ذلك الوقت من العام. وفي 2007 أي قبل بدء الركود، وصل سعر الغالون في فبراير 2.25 دولار. ووصل إنفاق الأسر الأميركية على البنزين في العام الماضي 8.4% من مدخولها عندما وصل متوسط سعر الغالون إلى 3.51 دولارات. ويعتبر الرقم ضعف المعدل المسجل قبل عشر سنوات. ومن المتوقع أن يزداد الإنفاق هذا العام بالرغم من أن الطلب على البنزين يعتبر الأدنى في 11 سنة بسبب استخدام سيارات أقل استهلاكا للطاقة. وفي العالم، من المتوقع أن يزداد الطلب على النفط بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا إلى 89.25 مليونا هذا العام، طبقا لوكالة الطاقة الدولية. وفي الأسواق أنهى سعر برميل خام برنت تعاملات يوم الجمعة الماضي عند 119.58 دولارا، ووصل سعر الخام الأميركي الخفيف إلى 103.24 دولارات.