قالت المعارضة البحرينية إن نحو 30 من المتظاهرين اعتقلوا أثناء مواجهات بين الأمن البحريني ومتظاهرين بمناطق متفرقة من البلاد في الذكرى الأولى للاحتجاجات المطالبة بإصلاحات سياسية ودستورية، في حين اتهمت السلطات البحرينية 19 منظمة غير حكومية بالولاياتالمتحدة وأربع أخرى بدولة خليجية بالعمل ضد البحرين. ومن بين الذين اعتقلتهم السلطات أمس المعارض البارز نبيل رجب الذي تزعم الاحتجاجات، وكذلك ستة نشطاء أميركيين يعملون ضمن جماعة تراقب تعامل الشرطة البحرينية مع المتظاهرين. وأعلنت الحكومة عزمها ترحيل هؤلاء النشطاء بعد أن رحلت عضوين آخرين من الجماعة يوم الأحد الماضي، بعد أن اتهمتهم بدخول البلاد بتأشيرات سياحية، ونقل عن مسؤول بإدارة الهجرة قوله إن على "القادمين لزيارة البحرين أن يدركوا أن الكذب في وثائق الهجرة انتهاك للقانون وسيواجهون عواقب أفعالهم". وفي تطور هام، أعلن القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة أن السلطات البحرينية توفرت لديها أخيرا معلومات تفيد بأن 19 منظمة غير حكومية في الولاياتالمتحدة إلى جانب أربع أخرى في دولة خليجية، تعمل ضد البحرين. الآلاف خرجوا في مظاهرات لإحياء الذكرى الأولى للاحتجاجات المطالبة بالإصلاحات (الفرنسية) وقال الشيخ خليفة في مقابلة مع صحيفة الأيام البحرينية إن جميع تلك المنظمات تدار وتدرب وتموّل من قبل واشنطن ودولة خليجية لم يسمها. كما حملت السلطات البحرينية المعارضة المسؤولية عن الاشتباكات التي تجددت عشية إحياء الذكرى السنوية الأولى للاحتجاجات المناهضة للحكومة. واتهمت الحكومة في بيان خاص جمعية الوفاق الوطني بالفشل في السيطرة على المحتشدين، متعهدة باتخاذ إجراءات قانونية ضد منظمي المظاهرة. وقال أحد الشهود لوكالة الأنباء الفرنسية إن قوات الأمن أطلقت الغازات المدمعة والقنابل الصوتية لتفريق مجموعات استطاعت الوصول إلى نقطة تبعد نصف كيلومتر عن مدخل ما كان يعرف باسم دوار اللؤلؤة الذي سبق أن أزالته السلطات وحولته إلى تقاطع عادي وأطلقت عليه تقاطع الفاروق. وانطلقت المسيرات منذ ساعات الصباح الأولى أمس الثلاثاء من مناطق مثل السنابس والديه وجد حفص باتجاه التقاطع. وكان "ائتلاف شباب 14 فبراير" قد أعلن عزمه العودة الثلاثاء إلى تقاطع الفاروق، ونشر الائتلاف مشاهد مصورة لناشطين يلبسون الأكفان البيضاء، وقال إنهم يتوجهون إلى الدوار السابق. لكن المعارضة البحرينية أصدرت بيانا مشتركا أكدت فيه أن ما كان يعرف بدوار اللؤلؤة "يشكل رمزا للحركة المطلبية"، بيد أنه ليس الميدان الوحيد الذي ترفع فيه المعارضة مطالبها المشروعة، في إشارة -على ما يبدو- إلى عدم تشجيعها إعادة الاحتجاجات إلى المكان ذاته. وحذرت الحكومة البحرينية في وقت سابق من تنظيم مسيرات في الذكرى الأولى للاحتجاجات المطالبة بالإصلاح والتغيير، ورد عليها الأمين العام لجمعية الوافق علي سلمان بالقول إن التظاهر حق تكفله القوانين البحرينية والدولية. وبالمقابل اتهمت جمعية الوفاق قوات الأمن بمداهمة منطقتي السنابس والبرهامة، وتحدثت عن "جرائم ممنهجة نفذتها قوات بحرينية وآسيوية". وقالت الجمعية في بيان لها إن قوات الأمن البحرينية نفذت "حملة اعتقالات واسعة" في المناطق التي تشهد توترات ووجودا أمنيا مكثفا، مشيرة لوجود امرأة من بين الأشخاص الذين اعتقلتهم الحكومة.