نفى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وجود نية لدى الدول العربية لتعديل ما يسمى بمبادرة السلام العربية لجعلها أكثر قبولا لدى الكيان الصهيوني . وقال موسى في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إننا لا نستطيع فهم سبب أننا يجب أن نعدل مثل هذا العرض للسلام وأن نجعله أقل موضوعية وأقل إيجابية.. لن نقع في ذلك الشرك. وهو نفس ما التزم به الجانب الفلسطيني حيث قال وزير الخارجية الفلسطيني زياد أبو عمرو إن القمة العربية التي ستعقد في الرياض ستضع آليات لتعزيز وتنفيذ المبادرة العربية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. وأضاف أبو عمرو أن القمة العربية ستناقش آلية تنفيذ المبادرة حينما تكون الجهات المعنية جاهزة لذلك. كما عبر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة عن أمله بأن تعطي القمة العربية زخما للمبادرة العربية دون أن تجري أي تغييرات أو تعديلات عليها. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قالت – خلال زيارته لأسوان بمصر - إن عملية السلام بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين لا بد أن تصاحبها مصالحة عربية صهيونية أوسع. وأعربت رايس- التي عقدت اجتماعا مع وزراء خارجية ما يعرف بدول الرباعية العربية وهي مصر والسعودية والأردن والإمارات- عن أملها بإعادة طرح خطة سلام عربية بطريقة تشير إلى أنه قد تكون هناك متابعة نشطة بناء عليها وليس مجرد وضعها منتصف الطاولة وتركها على هذا الحال. من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون - عقب وصوله لدولة الاحتلال - إن مجموعة الوساطة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط بالإضافة إلى ما سماها الدول العربية المعتدلة تضغط كلها باتجاه استئناف المفاوضات المتعثرة منذ فترة طويلة بين الفلسطينيين والصهاينة . وأضاف بان أن التحدي هو أن تحقق هذه الجهود مجتمعة تقدما ملموسا. وأعلن بان أنه لن يعقد لقاء مع رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية بيد أنه سيجتمع مع عباس اليوم الأحد كما سيعقد مباحثات غدا الاثنين مع رئيس الوزراء الصهيوني أيهود أولمرت. من ناحية أخرى فمازالت ردود الأفعال تتواصل بين محتج ومرحب في النرويج برفض الحكومة الصهيونية استقبال ريموند يوهانسن نائب وزير الخارجية بعد لقائه رئيس حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية إسماعيل هنية الثلاثاء الماضي بعدما قررت أوسلو تطبيع علاقاتها السياسية والاقتصادية مع الحكومة الجديدة. ووصف وزير الخارجية يوناس غار ستوره تشكيل الحكومة الفلسطينية بأنه حدث تاريخي مشيرا إلى أن اعتراف بلاده جاء انسجاماً مع برنامج حكومة الوحدة التي تقوم بخطوات مهمة تلبية للشروط التي فرضها المجتمع الدولي. وأضاف أن حكومته ستتعاون بلا حدود مع تلك الحكومة دون التفريق بين وزراء حماس أو غيرهم داعياً المجتمع الدولي وتل أبيب إلى العمل بشفافية مع السلطات الفلسطينية الجديدة. ومن جهته أكد يوهانسن أن لقاءه هنية جاء استجابة لإيمان النرويج العميق بضرورة استئناف عملية السلام وإعطاء فرصة للحوار البناء. وأضاف أن بلاده ستستأنف العلاقات مع حكومة الوحدة الوطنية وسترتب لقاءات على أعلى المستويات كما ستمد يد العون والمساعدات للفلسطينيين من خلال التنسيق مع وزير المالية سلام فياض. وقد أدى قار الحكومة النرويجية إلى أن يتنفس الكثير من النرويجيين الصعداء بموقف حكومتهم الداعم للقضية الفلسطينية بل واعتبروا أنه جاء متأخر جداً، وباركوا الانعتاق من سيطرة واشنطن وتل أبيب على مجريات السياسة بالشرق الأوسط لتشكيل رؤية بعيدة عنهما. وأشادت البروفيسورة المختصة بشؤون الشرق الأوسط هيلدا واغ هنركسين بقرار الحكومة النرويجية ووصفته بالشجاع. وقالت هنركسين إن واشنطن وتل أبيب لا ترغبان في أن تفتح أي دولة علاقات مع الحكومة الفلسطينية، وتضغط على كل من يقدم على ذلك بمساعدة دولية لتفرضا السلام من وجهة نظريهما. ولم تستغرب البروفيسورة عدم استقبال نائب وزير خارجية بلادها، مؤكدة أن الحكومة نفسها كان عليها أن تتخذ هذا الموقف قبل عام بسبب ضعف الولاياتالمتحدة وانشغالها بقضايا أرهقت كاهلها إضافة للخسائر التي منيت بها بالعراق، وبروز تيارات ناقدة لسياسة واشنطن الخارجية داخل البيت الأبيض وهو ما شكل حافزاً قوياً للخروج النرويجي عن المنظومة الأميركية. وفي تطور جديد أثارت الصور التي عرضها وزير الإعلام الفلسطيني مصطفى البرغوثي لجنود صهاينة يُنكلون بمدنيين فلسطينيين عند حواجز أمنية في الضفة الغربية استياء واسعاً بين الفلسطينيين. وقال البرغوثي إن هذه الحالات ليست استثناء بل هي ممارسات ممنهجة ينبغي أن يلاحق بشأنها رئيس الوزراء الصهيوني ووزير دفاعه ورئيس أركان جيشه. وكانت وزارة الإعلام الفلسطينية عرضت في مؤتمر صحفي السبت شريطا مصورا يظهر أيضا اعتداء جندي صهيوني بالضرب والركل على شاب فلسطيني عند معبر حدودي، دون أن يرتكب الشاب أي خطأ. وفي مشهد آخر تظهر مجموعة من جنود الاحتلال وهي تحدد لكلب بوليسي طريقه إلى منزل محاصر في بلدة العبيدية القريبة من مدينة القدس، وبعد لحظات يظهر الكلب وهو يعض امرأة فلسطينية في يدها فيما تحاول هي الخلاص منه دون جدوى، وقد وقف الجنود يراقبون المنظر ليتدخلوا بعد وقت طويل نسبيا لإبعاد الكلب.