سقط عدد من الجرحى واعتقل آخرون عندما فرقت الشرطة الكويتية مظاهرة ل "البدون" اليوم الجمعة مستخدمة القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه . وقال شهود عيان ومصادر حقوقية إن قوات مكافحة الشغب مدعومة بآليات فرقوا مئات من البدون الذين تحدوا قرارا لوزارة الداخلية بمنع تنظيم مسيرات بعد تعهدها بمنح الجنسية لما لا يقل عن 34 ألفا منهم. وأكد الشهود أن عددا من الشبان كانوا ينزفون من رؤوسهم بعد تعرضهم للضرب بواسطة الهراوات في منطقة "الجهراء" شمال العاصمة. وقد وجهت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في بيان انتقادا شديدا لقرار السلطات الكويتية منع مظاهرات البدون. واعتبرت مديرة فرع الشرق الأوسط بالمنظمة موقف السلطات الكويتية تعرضا "مخزيا" لحرية التعبير السلمي وحرية اجتماع البدون. وأضافت سارة لي ويتسون أن هذه الحقوق الكونية ملك الجميع من دون تمييز، سواء كانوا مواطنين أو يناضلون من أجل الحصول على المواطنة. ويبلغ عدد البدون بالكويت حوالى 105 آلاف شخص، وهم يتظاهرون للمطالبة بالجنسية، غير أن الحكومة ترى أنهم يخفون أو قاموا بإتلاف وثائق هوياتهم التي تثبت أنهم يحملون جنسية أخرى. ولا يتمتع البدون بالخدمات العامة مثل التربية والصحة التي تقدم للمواطنين مجانا. وأعلن وزير الداخلية مؤخرا أن بلاده ستبدأ تجنيس عدد من البدون اعتبارا من آخر الشهر الحالي أو مطلع فبراير المقبل. وذكرت وزارة الداخلية أن مجموعة (البدون) قاموا بالتجمع والتجمهر بمنطقة تيماء متجاهلين بيانات الوزارة المتكررة في هذا الشأن، وقد اصطدموا مع عناصر الأمن، ما أدى لجرح 21 منهم. وأضافت إدارة الإعلام الأمني بوزارة الداخلية في بيان صحافي أنه "رغم مناشدة القائد الميداني اللواء محمود الدوسري" للمحتجين بالتفرق، باعتبار أن هذا التجمع غير مرخص ومخالف للقانون، "فإنهم لم يمتثلوا لتلك المناشدات وقاموا بإلقاء الحجارة والاشتباك مع رجال الأمن." وأوضح البيان أن ذلك أسفر عن "إصابة عدد من رجال الأمن وإتلاف عدد من دورياتهم فضلا عن تعرض بعض ممتلكات الدولة للحرق، ما اضطر رجال الأمن للتعامل معهم وفقا للإجراءات القانونية وتم إلقاء القبض على المتسببين وتحويلهم إلى جهات الاختصاص." وأشار البيان إلى أنه تم علاج بعض المصابين من رجال الأمن في موقع الحدث وعددهم 16 حالة أما الإصابات الأخرى وعددها خمس حالات فتم إحالتها إلى مستشفى الجهراء لمواصلة العلاج. ونفت وزارة الداخلية "نفيا قاطعا" ما تناولته مواقع التواصل الاجتماعي عن تعرض أحد المتظاهرين للدهس ووفاة آخر متأثرا بالغاز، وفقاً لوكالة الأنباء الكويتية. وكانت وزارة الداخلية الكويتية قد وجهت إنذاراً شديد اللهجة إلى "المقيمين بصورة غير قانونية"، المعروفين ب"البدون"، ودعتهم إلى التزام الهدوء وعدم التظاهر، حتى يتم بحث أوضاعهم القانونية، وتوعدت كل من يخالف تحذيراتها بأنه "لا يلوم إلا نفسه"، أو من يحرضه على النزول إلى الشارع. وجاء في بيان صدر عن إدارة الإعلام الأمني بوزارة الداخلية الخميس، أن الوزارة تدعو من وصفتهم ب"الإخوة" المقيمين بصورة غير قانونية، ومن يساندهم، إلى التريث والهدوء، انتظاراً لجهود وزارة الداخلية، بالتعاون مع الجهاز المركزي للمقيمين بصورة غير قانونية. وأشار البيان، الذي حصلت عليه CNN بالعربية، إلى تبني نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية، الشيخ أحمد الحمود الجابر الصباح، لقضية تقنين أوضاع "البدون"، وتأكيده في أكثر من تصريح لوسائل الإعلام، الجدية في أن ينال كل ذي حق حقه في الجنسية وفقا لوضعه القانوني. وأكد البيان أن من لا يستحقون الجنسية لن يتم التخلي عنهم، مشيراً إلى أنه سيتم منحهم "الإقامة المؤقتة أو الدائمة كل حسب وضعه القانوني"، بحسب ما نقل عن وزير الداخلية الكويتي. وانتقدت الوزارة ما وصفته ب"إطلاق دعوات التشكيك المضللة والمغرضة، عبر وسائل الإعلام وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، وانتهاز فرصة استغلال ما يتردد في ندوات وتصريحات المرشحين لأهداف انتخابية بحتة، طمعاً في الحصول علي المزيد من الأصوات على حساب وزارة الداخلية." وتابع البيان "وصل الحد ببعضها (دعوات التشكيك) إلى إيهام الإخوة المقيمين بصورة غير قانونية، بعدم جدية وزارة الداخلية والجهاز المركزي للمقيمين بصورة غير قانونية، في حل قضيتهم وأوضاعهم"، ووصف أصحاب تلك الدعوات بأنهم "غير عابئين بالمصالح العليا للبلاد، ومسئوليتهم الوطنية تجاه ناخبيهم." وأكدت الوزارة أنها تعاملت مع قضية وأوضاع "البدون" بالكيفية التي سمحت لهم فيها بحرية التعبير عن آرائهم، وعرض مطالبهم كاملة، وإيصال صوتهم إلى الجهات المعنية على مدى أيام عدة، ولجمع متتالية، الأمر الذي يشير إلى أن "القضية تأخذ طريقها إلى الحل العملي والتنفيذي." إلا أن البيان تابع قائلاً: "ولكن الشحن الزائد بالتشكيك في عدم جدية الإجراءات، والدعوات المغرضة المستمرة للاعتصامات والتظاهرات والتجمهر مجدداً، والاحتكاك برجال الشرطة والاعتداء عليهم وإصابتهم، وإتلاف الآليات الأمنية والممتلكات العامة والخاصة والمس بالنظام العام ، وغيرها من الأمور التي تعد جريمة في حقهم." وشدد على أن هذه الممارسات "لن تفيد من له حق في التجنيس، أو البحث في أوضاع من لم تطبق عليه الشروط بالعيش الكريم والإقامة القانونية، بل تعرضهم للمساءلة القانونية، وتوقعهم في إشكالات قضائية تحول دون حصولهم على ما يهدفون إليه نتيجة أفعالهم في مخالفة القوانين والإضرار بالأمن الوطني والمصالح العليا للبلاد." وأهابت إدارة الإعلام الأمني بكافة المقيمين بصورة غير قانونية، ومن يساندهم، عدم الانضمام إلي التظاهرات، أو الاشتراك في المسيرات، أو التواجد في التجمعات، "حفاظا علي الأمن العام، وعدم مخالفة القوانين المرعية، حتى لا يعرضوا أنفسهم للمساءلة القانونية"، بحسب البيان
جانب من سكان الكويت "البدون" يشاركون في مظاهرات للمطالبة بالجنسية وغيرها من الحقوق الأساسية بالجهراء. سكان الكويت "البدون" يسيرون أثناء مظاهرتهم للمطالبة بحقوقهم في الجهراء شرطة مكافحة الشغب الكويتية تستخدم الغاز المسيل للدموع لتفرقة المتظاهرين. شرطة مكافحة الشغب الكويتية تحاول تفرقة المتظاهرين في الجهراء. شرطة مكافحة الشغب الكويتية تلقي القبض على أحد البدون أثناء المظاهرات.