في الوقت الذي خرج فيه خُمس الأسرى الفلسطينيين خلال صفقة التبادل الأخيرة التي أبرمتها حركة حماس مع الكيان الصهيوني بوساطة مصرية أفرج خلالها عن 1050 أسيرًا فلسطينيًا، كان عام 2011 هو الأقل اعتقالاً في صفوف الفلسطينيين منذ انتفاضة الأقصى، حيث اعتقلت الكيان الصهيوني 3312 فلسطينيًا. وأكد الباحث المختص بشئون الأسرى عبد الناصر فروانة أن حالات الاعتقال هي الأقل منذ اندلاع إنتفاضة الأقصى عام 2000م. وقال فروانة تم تسجيل 3312 حالة اعتقال من قبل الاحتلال الصهيوني للفلسطينيين، وأفرجت عن 113 منهم فقط، بينما أبقت على الباقي قيد الاعتقال". ووصل عدد من اعتقلتهم الكيان الصهيوني من الفلسطينيين لسنة 2011م نحو 9 أفراد يوميًا، بواقع 276 حالة اعتقال شهريًا. ويعيش المعتقلون خلال فصل الشتاء أسوء فترات الاعتقال، إذ تمنع سلطات السجون الصهيونية دخول ملابس وأغطية خاصة بالمعتقلين من قبل ذويهم. وأكد فروانة أن كافة الاعتقالات خلال العام المنصرم 2011 كانت من الضفة الغربيةوالقدس. وقال "جميعهم من الضفة الغربية عدا 38 حالة اعتقال من قطاع غزة، بعضهم من الصيادين اعتقلوا في عرض البحر أو مرضى أو مرافقين لمرضى اعتقلوا على معبر بيت حانون- إيرز، الذي يربط قطاع غزة بأراضي ال 48م". ويتعرض المعتقلون الفلسطينيون لشتى صنوف العذاب النفسي والجسدي، لكن الاعتقالات بحد ذاتها أصبحت ظاهرة يومية في الضفة الغربية تحديدًا التي لا زالت تحتلها الكيان الصهيوني وتقيم فوق أراضيها بؤرا استيطانية. ورأى الباحث المختص في شئون الأسرى بأن الخطورة تكمن في أن تلك الاعتقالات "ليست لها علاقة بالضرورة الأمنية، حتى وفقًا لقوانين الاحتلال الظالمة، لكنها باتت ظاهرة يومية وبدوافع انتقامية ومزاجية، وغدت سلوكا يوميا لكل من يعمل في المؤسسة الأمنية الصهيونية، على الرغم من حالة الهدوء التي تشهدها الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين". وتشير الدراسات والأبحاث إلى أن الكيان الصهيوني اعتقلت نحو 800 ألف فلسطيني منذ احتلالها للضفة الغربية وقطاع غزةوالقدسالشرقية سنة 1967م. لكن سنوات الانتفاضة الأولى كانت أكثر مرحلة يتم اعتقال فلسطينيين فيها. وقال علي أبو فول، الأسير المحرر في المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، إن أوضاع المعتقلين الفلسطينيين والعرب داخل السجون الصهيونية مزري للغاية. وأضاف "يجب إطلاق سراح كافة الأسرى بكل الطرق والوسائل التي شرعتها القوانين الدولية". ورأى أبو فول أن الأسرى المرضى هم الأكثر معاناة داخل تلك السجون. وقال "هؤلاء بحاجة إلى رعاية صحية حقيقية متكاملة. لا أن يعطوهم مسكنات وأدوية كاذبة، وهم يعانون أمراض خطيرة ومزمنة". وأكد فروانة أن الاعتقالات الصهيونية للفلسطينيين تتم "بشكل مخالف لقواعد القانون الدولي الإنساني من حيث أشكال وظروف الاعتقال، بالإضافة للممارسات المختلفة بحق المعتقلين وأماكن الاحتجاز". ودعا الباحث والمختص بشئون الأسرى للتحرك الدولي الجاد لنصرة ومساندة الأسرى على كافة المستويات والصعد، منوهًا إلى أن الانتهاكات والإجراءات القمعية بحق الأسرى والأسيرات داخل سجون ومعتقلات الاحتلال قد شهدت تصعيدًا خطيرًا.