رصدت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية حالة الرعب التي تنتاب المترجمين العراقيين المتعاونين مع الاحتلال بعد الانسحاب الأمريكي من العراق. ونقلت الصحيفة عن أحد هؤلاء المترجمين، ويدعى طارق، ويبلغ من العمر 27 عامًا، قوله: "يطلقون عليَّ الخائن والعميل الأميركي"، مضيفًا أنه خلال فترة عمله مع الأمريكيين، كان يعيش في قاعدة آمنة، بعيدًا عن المواطنين العازمين على قتله بسبب تعاونه مع الجانب الأميركي. لكن عندما انسحبت الوحدة التي كان يخدم بها من العراق في الثالث عشر من أكتوبر الماضي، تم طرده من القاعدة. وأضاف أنه رغم الوعود التي حصل عليها طارق، والآلاف غيره من المترجمين الذين سبق لهم العمل مع الجيش الأميركي، من الحكومة الأمريكية بأن تكون لهم أولوية في الحصول على تأشيرات خاصة للولايات المتحدة، إلا أن ذلك لم يحدث، وظل طارق حبيس منزل العائلة، لا يقوم بشيء سوى متابعة طلب التأشيرة الخاص به عبر الهاتف والإنترنت. وتابع: "لقد خدمت الأمريكيين بصورة جيدة للغاية، لكنهم تركوني الآن بمفردي دون أمان. وقد طردونا جميعًا من الأماكن الوحيدة التي كنا نشعر فيها بالأمان في العراق – وأقصد في حديثي هنا القواعد الأميركية". هذا وقد تعثرت بشكل أكبر عملية منح التأشيرات، التي تتسم دائمًا بالبطء، منذ أن تم إلقاء القبض على اثنين من اللاجئين العراقيين في كنتاكي خلال شهر مايو الماضي بتهم فيدرالية متعلقة "بالإرهاب"، تضمنت تقديم دعم مادي في الولاياتالمتحدة للقاعدة. ويجيز القانون الأميركي منح 5 آلاف تأشيرة خاصة كل عام – وقد تم منح 20 ألف خلال عام 2011. وقال مسؤولو مشروع مساعدة اللاجئين العراقيين: إنه قد تم منح 3415 تأشيرة للعراقيين خلال شهر أكتوبر. وكانت الأوضاع الأمنية قد ساءت في العراق في الفترة الأخيرة, حيث أفادت مصادر طبية وأمنية بمقتل خمسة أشخاص بينهم شرطيان وإصابة 27 بجروح جراء هجوم استهدف وزارة الداخلية العراقية وسط بغداد الاثنين. وقال مصدر طبي في مستشفى الجملة العصبية الذي يبعد أمتارًا قليلة عن موقع الهجوم: "تلقينا جثث خمسة أشخاص بينهم اثنان من الشرطة، ونعالج 13 جريحًا"، فيما ذكر طبيب في مستشفى الكندي أنهم تلقوا 14 جريحًا. وكان مصدر في وزارة الداخلية قد صرح بأن مهاجمًا استهدف بسيارة مفخخة مبنى وزارة الداخلية في وسط بغداد. وأوضح المصدر أن المهاجم تمكن من اجتياز إحدى بوابات المقر بعد أن فتح الحراس البوابة لدخول عدد من العمال بهدف تصليح عطل كهربائي.
