لا يكاد يمر يوم في مصر إلا ونسمع أو نقرأ عن حملة اعتقالات جديدة من قبل نظام السيسي، تطال كل فئات الشعب على اختلاف توجهاتهم الفكرية، بل في بعض الأحياني كون المعتقل بلا أي توجه فكري!! أي أن "الوعد ع الكل" كما قال الشاعر الراحل ندجيب سرور في قصيدته الشهيرة. بالأمس، اعتقل نظام السيسي الطالبة مودة، الطالبة بجامعة الأزهر، من منزلها بالتجمع الخامس، لإجبار والدها الدكتور اسامة العقباوي، عضو اللجنة العليا لحزب الاستقلال، على تسليم نفسه. وفجر اليوم، اعتقل نظام السيسي كل من الصحفي اليساري البارز هشام فؤاد، الناشط العمالي اليساري حسن بربري، وزياد العليمي، النائب البرلماني السابق، وحسام مؤنس، ورجل الأعمال مصطفى عبد المعز، والخبير الاقتصادي عمر الشنيطي، من منازلهم، بعد أن لفّق لهم تهمه المعتادة مثل الانتماء لجماعة الإخوان، والاشتراك معهم في المخطط "امل" لضرب الاقتصاد الوطني ! اقرأ أيضا: مزاعم مضحكة للداخلية باتهام عناصر ليبرالية ويسارية وأعضاء بحزب الاستقلال تخطيطهم لضرب الاقتصاد اعتقال العقباوي ونجلته بالأمس، ألقى نظام السيسي القبض على الطالبة مودة أسامة العقباوي، الطالبة في جامعة الأزهر، من مزلها بالتجمع الخامس، لإجبار والدها الدكتور اسامة العقباوي، عضو اللجنة العليا لحزب الاستقلال، على تسليم نفسه. فّجر نظام السيسي لم يتوقف عند ذلك، بل إنه حتى بعد أن قام الدكتور أسامة العقباوي بتسليم نفسه إلى أجهزة أمن النظام، أمس الإثنين، إلا أن الأمن الوطني لم يطلق سراحها واستمر في إخفائهما قسريا. اقرأ أيضا: ظهور "العقباوي" بنيابه أمن الدولة اليوم واستمرار اختفاء نجلته "مودة" وفؤجئت أسرة العقباوي، صباح اليوم، بظهوره في نيابة أمن الدولة اليوم على ذمه القضية 930 حصر أمن دولة عليا، باتهامه بالانضمام لجماعة الإخوان . وعلى الرغم من تقديم المحامين للنيابة ما يثبت عضوية د. اسامة العقباوي بحزب الاستقلال، قررت النيابة حبسه 15 يوما، مع قائمة تضم زياد العليمي وحسام مؤنس وهشام فؤاد وحسن بربري. اعتقال مجموعة "أمل" فجر اليوم، اعتقل نظام السيسي كل من الصحفي اليساري البارز هشام فؤاد، الناشط العمالي اليساري حسن بربري، وزياد العليمي، النائب البرلماني السابق، وحسام مؤنس، ورجل الأعمال مصطفى عبد المعز، والخبير الاقتصادي عمر الشنيطي، من منازلهم، بعد أن لفّق لهم تهمه المعتادة مثل الانتماء لجماعة الإخوان، والاشتراك معهم في المخطط "امل" لضرب الاقتصاد الوطني ! اقرأ أيضا: القبض على الصحفي هشام فؤاد والنائب السابق زياد العليمي وبحسب بيان وزارة الداخلية، فقد "استهدفت الأجهزة الأمنية 19 شركة وكيانا اقتصاديا، تديره بعض القيادات الإخوانية بطرق سرية، حيث تقدر حجم الاستثمارات فيه ربع مليار جنيه، وتم ضبط المتورطين فى هذا الكيان، وعلى رأسهم زياد العليمى". بيان الداخلية الهزلي زعم أن جهاز أمن الدولة سيء السمعة، رصد المخطط العدائي الذي أعدته قيادات الجماعة الهاربة للخارج، بالتنسيق مع القيادات الإثارية الموالين لهم، ممن يدعون أنهم مملثو القوى السياسية المدنية تحمى مسمى "خطة الأمل" التي تقوم على توحيد صفوفهم، وتوفير الدعم المالي من عوائد وأرباح بعض الكيانات الاقتصادية التي يديرها قيادات الجماعة والعناصر الإثارية، لاستهداف الدولة ومؤسساتها، وصولا لإسقاطها تزامنا مع احتفالات 30 يونيو. السيسي تعلم الدرس كل الأحداث التي وقعت منذ الانقلاب العسكري الدموي في 2013، تثبت -من ضمن ما تثبت- شيئا خطيرا جدا، ألا وهو أن السيسي تعامل مع 25 يناير بكل مكونات المشهد، بالشكل الذي كان يجب على 25 يناير أن تتعامل به مع كل أركان نظام المخلوع مبارك.. بمنطق القنصل الروماني جلاوس: "إما أن تقهر عدوك.. أو فلتقبل مصير المقهورين".. وهذا ما قد يعيدنا إلى مسالة مهمة عن مدى دور وتأثير الشعب في رسم مشهد نهاية "ثورة ال 18 يوما" في 11 فبراير 2011، وكيف انخدعنا بهذا المشهد. اقرأ أيضا: "ذو الوجهين".. السيسي "إنسان" مع الغرب ودموي مع الشعب أيضا، من أهم ما أثبته قمع السيسي المتواصل منذ 30 يونيو 2013 وحتى اليوم، أن السيسي تعلم الدرس جيدا.. الدرس يقول إنه إذا تركت باب الحرية مواربا أمام الشعب (على طريقة المخلوع مبارك ما بعد عام 2000) أو حتى تركت لهم ما يطلق عليه ضوء في آخر النفق.. سينتهي الحال بالشعب مقتحما ذلك الباب ليصل إلى حريته، عبر تراكمات من الفورات والهبات والانتفاضات التي ستصل إلى مشهد نهاية النظام.. نهاية فعلية بالتخلص منه، وليست نهاية خادعة كما حدث في 11 فبراير 2011. السيسي فهم الدرس جيدا، ويعي أن معركته مع كل القوي السياسية هي معركة حياة أو موت. لهذا كانت السجون مصير الجميع على مدار سنوات ما بعد الانقلاب السيسي رغم محدودية عقليته كأي حاكم عسكري، إلا أنه يعي تماما أن العداء بين نظامه وبين الشعب يصل إلى حد المعركة الوجودية، معركة حياة أو موت.. إما أن يحيا السيسي أو أن يعيش الشعب. يشن السيسي حملة شرسة على كل من ساهم في تحرير الشعب من خوفه في 2011، بل وحتى من لم يشارك لكنه بارك أو أيد أو تضامن، فهل تدرك كل القوى السياسية أن الحل الوحيد للخلاص هو العودة لروح بدايات يناير 2011، مع وعي أكبر وعقل أوسع.. أم تظل القوى السياسية المصرية في معايرتها وتناحرها وتخوينها لبعضها البعض؟!