تصاعدت وتيرة الحرب التجارية بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالصين، وباتت تهدد العالم أجمع بحالة كساد مخيفة، وفقا لما ذكرته وول ستريت جورنال قبل أيام. وكان من آخر حلقات هذه الحرب، الحملة الأمريكية العنيفة التي شنتها على شركة هواوي، حيث أعلنت شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة مثل جوجل، قطع خدماتها عن هواوي. الرد الصيني على هذه الخطوة جاء قويا أيضا، بعد ان هددت الصين بمنع تصدير العناصر الأرضية النادرة إلى دول الغرب، لاسيما أن هذه العناصر تدخل في صناعة افلكترونيات والنانو تكنولوجي، وتحتكر الصين 95% من إنتاجها العالمي. عقوبات هواوي في فصل جديد من فصول الحرب التجارية الشرسة بين الصين وأمريكا، زادت إدارة ترامب مؤخراً من الضغط بمنع الشركات الأمريكية من استخدام التجهيزات أجنبية الصناعة "التي يمكن أن تشكل خطراً على الأمن القومي"، وإضافة هواوي إلى "لائحة الكيانات" التي تتضمن الشركات التي تطبق عليها قيود التصدير، مما أدى إلى منع الشركات الأمريكية من تقديم التكنولوجيا إلى هواوي من دون إذن خاص. وقد أدت هذه القيود إلى حرمان هواوي من منتجات شركة جوجل، التي أعلنت في قرار مفاجئ وقف أعمالها التي تتطلب نقل منتجات عتادية وبرمجية مع شركة هواوي؛ باستثناء تلك التي تغطيها تراخيص المصادر المفتوحة، وذلك في ضربة لشركة التقنية الصينية، بعد إدراجها من قبل الحكومة الأميركية على قائمتها التجارية السوداء. وبحسب رويترز، سوف تفقد هواوي على الفور إمكانية الوصول إلى تحديثات نظام التشغيل أندرويد، كما ستفقد هواتفها الذكية المستقبلية التي تُباع خارج الصين إمكانية الوصول إلى التطبيقات، والخدمات الشائعة على أندرويد، بما في ذلك متجر غوغل بلاي، وتطبيق خدمة البريد الإلكتروني جيميل. أيضا، أوقفت الشركات الأمريكية إنتل وكوالكوم ويلينكس وبرودكوم تعاملها مع هواوي. والأسوأ من ذلك أن شركة إيه آر إم -وهي شركة ببريطانيا لترخيص تصاميم الشرائح للأجهزة والمخدمات الخليوية- قد أعطت تعليمات لطاقمها بإيقاف التعامل مع هواوي. الرد الصيني على الجانب الآخر، أعلنت صحف صينية أن بكين تستعد لاستخدام العناصر الأرضية النادرة للرد على الولاياتالمتحدة في حربهما التجارية. وأثارت زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لمصنع للمعادن النادرة الأسبوع الماضي تكهنات بأن الصين ستستخدم مركزها المهيمن، باعتبارها مُصدراً للمعادن النادرة إلى الولاياتالمتحدة، كورقة ضغط في الحرب التجارية. وعلى الرغم من أن الصين لم تعلن صراحة حتى الآن أنها ستقيد مبيعات المعادن النادرة إلى الولاياتالمتحدة، أشارت وسائل إعلام صينية في تعليقات قوية اللهجة إلى أن ذلك سيحدث. وفي تعليق تحت عنوان "الولاياتالمتحدة.. لا تستهيني بقدرة الصين على الرد"، أشارت صحيفة الشعب اليومية الرسمية إلى اعتماد الولاياتالمتحدة "الحرج" على المعادن النادرة الصينية. اقرأ أيضا: سلاح نادر.. تستعد الصين للرد به على ترامب ما هي العناصر الأرضية النادرة؟ كما تعرفها ايوپاك، العناصر الأرضية النادرة rare earth elements أو الفلزات الأرضية النادرة هي مجموعة من سبعة عشر عنصر كيميائي في الجدول الدوري، وهم سكانديوم، إتريوم، و15 من اللانثانيدات. واعتبر السكانديوم والايتريوم من العناصر الأرضية النادرة بعد اكتشاف تكوينها نفس الرواسب التي تكونها اللانثانيدات ولها خصائص كيميائية متشابهة. الأتربة النادرة بالإنجليزية rare earth ، هي أكاسيد متشابهة جداً لسلسلة من العناصر الفلزية تضم أربعة عشر عنصراً تلي عنصر اللانتانيوم ، وتنتهي باللوتسيوم بدءاً من العدد الذري 58 وحتى 71. قائمة العناصر تحتوي هذه القائمة على 17 من العناصر الأرضية، ورقمهم الذري ورمزهم، نظام التسمية الخاص بهم، والاستخدام الرئيسي لهم. بعض هذه العناصر النادرة تم تسميته باسم العالم الذي قام باكتشافه أو اكتشاف خصائصه الكيميائية، أو حسب الاكتشاف الجغرافي الخاص به. عرفت العناصر الأرضية النادرة مع اكتشاف المعدن الأسود "إتِربايت" (وأعيد تسميته گادولينيت عام 1800) عن طريق الملازم كارل أكسل أرثيونيس عام 1787، في محجر بقرية إتِربي، السويد. التوزيع الجغرافي أنتجت الصين 95% من العناصر النادرة في عام 2010، وفي الوقت نفسه لديها 37% من الاحتياطيات المحققة. وكان لفرض حصص تصدير في سبتمبر 2009، مع الانخفاضات التي تلت ذلك إلى مستويات لا تلبي الطلب العالمي، وما بدى أنه حظر صيني على تصدير الفلزات الأرضية النادرة في أكتوبر 2010 بسبب حادثة دولية مع اليابان ركزت الانتباه على المصادر المحتملة الأخرى لتلك المعادن. فقد أبرز تحليل اخباري في النيويورك تايمز أن رواسب المعادن النادرة الموجودة في الولاياتالمتحدة وكندا وأستراليا والهند والبرازيل وأماكن أخرى، لا يتم استغلالهم أو على الأقل لا يتم تنقيتهم خارج الصين، لأسباب بيئية. الاستخدامات التقنية تزايد استخدام العناصر الأرضية النادرة في التكنولوجيا الحديثة بشكل مضطرد في السنين الأخيرة. فالعناصر الأرضية النادرة تدخل حالياً في العديد من الأجهزة التكنولوجية، بما فيها أشباه الموصلات، المغناطيسات الأرضية النادرة عالية الفيض من السماريوم-كوبالت ونيوديميوم-حديد-بورون، المُلمِّعات الإلكترونية، حفازات التصفية ومكونات السيارة الهجين (أساساً البطاريات والمغناطيسات). وتُستخدم الأيونات الأرضية النادرة كأيونات نشطة في المواد المستضيئة المستعملة في تطبيقات الإلكترونيات البصرية، وأهمها ليزر Nd:YAG. ومضخمات الألياف المغموسة بالإربيوم لها دور هام في أنظمة اتصالات الألياف الضوئية. الفسفورات ذات الغموس الأرضي النادر هي أيضاً واسعة الاستخدام في تقنية أنبوب آشعة المهبط مثل أجهزة التلفزيون. فأول شاشات عرض تلفزيون ملون اتسمت بلون أحمر رديء الجودة؛ إلى أن جعل اليوروپيوم كغموس فسفوري الفسفورات الحمراء الجيدة ممكنة. وكرات الإتريوم حديد گارنت (YIG) كانت مفيدة كرنانات ميكروية قابلة للضبط. وتُخلط الأكاسيد الأرضية النادرة مع التنگستن لتحسين خصائصه عند درجات الحرارة العالية للحام، ليحل محل الثوريوم، الذي كان يشكل خطورة إلى حد ما في التشغيل. كما تستخدم العديد من المنتجات الدفاعية عناصر أرضية نادرة كمحسنات. فعلى سبيل المثال، نظارات الرؤية الليلية، مقدرات المسافات، رادار SPY-1 المستخدمة في بعض السفن الحربية المزودة بنظام أيجيس القتالي، ونظام الدفع في المدمرات من طراز أرلي برك كلها تستعمل عناصر أرضية نادرة في وظائف حرجة. الإنتاج العالمي حتى 1948، كان معظم الإنتاج العالمي من العناصر الأرضية النادرة من تراب placer الموجود في الهند والبرازيل. وفي الخمسينيات، أصبحت جنوب أفريقيا من بلدان العالم المنتجة للعناصر الأرضية النادرة، بعد اكتشاف عرق ضخم من العناصر الأرضية النادرة في مونازيته. من الستينيات حتى الثمانينيات، أصبح الممر الجبلي لتعدين العناصر الأرضية النادرة في كاليفورنيا المنتج الرائد في العالم. واليوم، لازالت مستودعات الهندوجنوب أفريقيا تنتج مركزات العناصر النادرة، لكنها تتضاءل أمام الانتاج الصيني. تنتج الصين الآن 97% من الانتاج العالمي للعناصر الأرضية النادرة، معظمها في منغوليا الداخلية. معظم إجمالي العناصر الأرضية النادرة الثقيلة في العالم (مثل ديسپروسيوم) يأتي من مصادر صينية مثل رواسب بيان اوبو متعدد الفلزات. الاعتبارات الجيو سياسية عُزي إلى دوافع غير بيئية سياسة الصين في العناصر الأرضية النادرة. فحسب مجلة الإكونومست، "خفض صادراتهم من الفلزات الأرضية النادرة...هو لدفع الصناع الصينيين لأعلى في سلسلة الإمداد، لكي يستطيعوا بيع سلع مصنعة ذات قيمة عالية للعالم بدلاً من بيع مواد خام رخيصة [نسبياً]." فرداً على إلقاء القبض على قبطان قارب صيد صيني من قِبل خفر السواحل الياباني، قيل أن الصين فرضت حظراً على صادرات وشحنات الأكاسيد الأرضية النادرة (ولكن ليس السبائك) إلى اليابان في 22 سبتمبر 2010. وبالرغم من أن الصينيين ينفون رسمياً وجود حظر على الصادرات. فقد أثار وزير الخارجية الياباني السابق كاتسويا اوكادا احتجاجاً على الضرر الذي ألحقه تصرف الصين المفاجئ على الانتاج العالمي. وفي 2 سبتمبر 2010، حتى قبل حادث قارب الصيد، فقد أوردت الإكونومست أن "الصين...في يوليو أعلنت آخر خطوة من سلسلة من التخفيضات السنوية لصادراتها من العناصر الأرضية النادرة، هذه المرة بمقدار 40% لتصبح بالضبط 30,258 طن." مصفاة ماليزيا في محاولة للحد من احتكار الصين للمعادن الأرضية النادرة، قامت ماليزيا ببناء مصفاة للمعادن النادرة بتكلفة 230 مليون دولار، وتواجه هذه المصفاة انتقادات بيئية شديدة ومشكلات في التصميم، كما ورد في مذكرات داخلية ومهندسون حاليون وسابقون في المشروع. وسوف تكون بعد اكتمال انشاءها، أكبر مصفاة في العالم للمعادن النادرة، المستخدمة في تصنيع الهواتف الذكية، القنبال الذكية، والسيارات الهجين. وفي مارس 2011 بدأت الاحتجاجات الشعبية على مشروع المصفاة، خوفا من تسرب المواد المشعة والسامة إلى المياه الجوفية. وفي 30 يونيو 2011 قام المحتجون بحرق إطارات السيارات أمام منزل مدير المشروع.