لا يتوانى نظام عبدالفتاح السيسي عن تنفيذ أوامر الصندوق، الحاكم الفعلي للاقتصاد المصري، بتصفية ما تبقى من القطاع العام. الحجة معروفة وقديمة قدم منظومة النهب الدولي التي صنعتها الولاياتالمتحدة لإخضاع العالم لبارونات اقتصادها، الحجة هي أن شركات القطاع العام خاسرة، وهذا ما قاله وزير تصفية قطاع الأعمال في اتصال هاتفي مع قناة "تن"، حيث وصف القطاع العام وشركاته بالخاسرة. قبل عدة أشهر، كان إغلاق القومية للأسمنت، وبيع أراضي تابعة لشركات الغزل والنسيج و11 محلج، ودراسة أوضاع 48 شركة أخرى وخطة لاصلاحها عبر بيع جانب من الأصول أو دخول القطاع الخاص كشريك وإغلاق الخاسرة.
أقدم شركة أسمنت واليوم، تواجه شركة أسمنت بورتلاند طرة، أول شركة أسمنت في مصر، مصير الغلق والخروج من السوق بعد 90 عامًا من تلبية احتياجات السوق المصري بفضل امتلاكها أقدم محجرًا للحجر الجيري، والذي تم استخدامه في إنتاج أحجار الأهرامات الثلاث، وذلك من خلال انتظار قرار الجمعية العمومية للشركة في 10 يونيو المقبل، وفقا للإفصاح الذي أرسلتة الشركة للبورصة المصرية. اقرأ أيضا: مولد الاستفتاء انفض.. النظام يعاود بيع مصر لسداد 2.2 مليار دولار ديون عاجلة وجاء هذا القرار بعد اتخاذ مجلس إدارة شركة السويس للأسمنت قرارا بإيقاف نشاط شركتها التابعة أسمنت بورتلاند طرة والتى تملكها بنسبة 66,12% وقفا مؤقتا بحجة تدهور النتائج المالية وتكبدها خسائر متزايدة، وذلك مع الإبقاء على الشركة وعدم تصفيتها طالما أمكن إيقاف التشغيل وعدم تكبد خسائر إضافية. وبالرغم من خروج شركة القومية للأسمنت من المنافسة في سوق الأسمنت، إلا أن مجلس إدارة أسمنت بورتلاند طرة قال: “إن سوق الأسمنت المصرى يشهد حاليا زيادة هائلة فى العرض تتجاوز 30 مليون طن سنويا، فى مقابل انخفاض الطلب المحلى للعام الثالث على التوالى، مما يؤدى إلى انخفاض الأسعار إلى مستويات لا تغطى التكلفة، وأنها بذلت مجهودا لخفض تكلفة الإنتاج والتشغيل، لكن وضع السوق الحالى جعل نشاطها متكبدا لخسائر نقدية بصفة مستمرة ولا يتوقع أن يشهد هذا الوضع انفراجة على المستقبل القريب”. وتأسس مصنع أسمنت بورتلاند طره عام 1927 ليبدأ نشاطه الإنتاجي عام 1929، وتتكون الشركة من 9 خطوط إنتاج، يعمل 2 منها بشكل فعلي على مساحة قدرها 10 مليون متر مربع في منطقة طرة (جنوبالقاهرة). واتبعت أسمنت طره كأول شركة في مصر الطريقة الجافة في صناعة الأسمنت. وفي يونيو 2006، حصلت شركة أسمنت بورتلاند طرة على شهادة الجودة من المعهد الأمريكي للبترول (API) لإنتاج أسمنت آبار البترول. اقرأ أيضا: هشام توفيق.. وزير تصفية قطاع الأعمال على مذهب صبيان شيكاغو مصير القومية للأسمنت كان وزير تصفية القطاع العام هشام توفيق، قد أنهى عمل شركة القومية للأسمنت وخروجها من السوق بشكل نهائى في نهاية العام الماضي بعد أن توقفت عن العمل في نوفمبر 2017 وذلك بعد 62 عاما من العمل في السوق المصري. ودعى مجلس إدارة أسمنت بورتلاند طرة الجمعية العامة غير العادية للانعقاد فى 10 يونيو المقبل لمواجهة نفس مصير القومية للأسمنت والتصويت على استمرارية الشركة من عدمه على خلفية الخسائر المتزايدة وعدم القدرة على تغطية التكاليف. وقال مجلس إدارة أسمنت بورتلاند في إفصاح للبورصة المصرية، إنها ستعرض على المساهمين فى الجمعية العامة خيارين هما تصفية الشركة أو الإيقاف المؤقت للنشاط. وفي حالة التصفية سيتم وقف جميع عمليات الشركة بشكل دائم وبيع جميع أصولها، وسيحصل الدائنون والموظفون على مستحقاتهم عند تصفية الأصول. اقرأ أيضا: عودة المزاد.. النظام يبيع المصرف المتحد والدور يقترب من بنك القاهرة أما خيار الإيقاف المؤقت للنشاط وبقاء الشركة ككيان قانونى مقيد بالبورصة مع الحفاظ على حقوق المساهمين حتى تتحسن ظروف السوق وهو ما تتوقعه الشركة فى غضون 4 إلى 5 سنوات على الأقل.