أعلنت مصادر حكومية عن قرار مرتقب من المقرر أن يعلنه رئيس الوزراء “مصطفى مدبولي”، ووزير التموين “علي المصيلحي”، بخفض الدعم المقدم لرغيف الخبز؛ وذلك استجابة لمطالب صندوق النقد الدولي، في إطار اتفاقية القرض البالغة قيمته 12 مليار دولار، وأن التصور الذي أعدته وزارة التموين لإعادة هيكلة منظومة دعم الخبز، يقضي بتحديد ثلاثة أرغفة فقط لحاملي بطاقات الدعم التمويني من محدودي الدخل، بسعر 5 قروش للرغيف الواحد يومياً، بدلاً من 5 أرغفة في الحالي المعمول به”، وأن يحصل المواطنون على الرغيف الواحد الزيادة عن العدد المحدد بسعر يتراوح بين 55 قرشاً و60 قرشاً وأوضحت المصادر ذاتها أن لجان المراجعة التابعة لصندوق النقد وافقت على ذلك التصوّر، الذي سيؤدّي إلى تخفيض حجم الدعم على رغيف الخبز بنسبة تتراوح بين 25% و30%، فيما فضّلت جهات سيادية تأجيل الإعلان عن القرار الجديد؛ خشية تداعياته السلبية على الشارع المصري، وأنه “تم الاستقرار على القرار في نوفمبر الماضي، إلا أنه كانت هناك صعوبة في إعلانه؛ خشية حدوث اضطرابات شعبية، في الوقت الذي يشهد فيه العالم اضطرابات؛ بسبب الغلاء والأوضاع الاقتصادية كما حدث في فرنسا في تظاهرات السترات الصفراء؛ بسبب زيادة أسعار المحروقات، وفي السودان حالياً أيضاً؛ بسبب ارتفاع الأسعار وتدهور الاقتصاد”. وبحسب بيانات رسمية صادرة عن وزارة المالية يبلغ عدد المستفيدين من دعم رغيف الخبز ودقيق المستودعات نحو 78.6 مليون فرد، منهم 73.6 مليوناً يستفيدون من دعم رغيف الخبز بواقع 5 أرغفة للمواطن يومياً، وكذلك 5 ملايين فرد يستفيدون من دعم دقيق المستودعات بواقع 10 كيلو جرامات للمواطن شهرياً، وتُنتج مصر خبزاً يومياً يتراوح بين 250 مليوناً و260 مليون رغيف مُدعّم، حيث يعد الدعم المقدم للخبز، ثاني أكبر وجه إنفاق في باب الدعم السلعي، بعد دعم المواد البترولية. وبلغت تقديرات دعم السلع التموينية في الموازنة العامة للدولة للعام المالي الحالي، نحو 86.175 مليار جنيه، مقابل نحو 63.09 مليار جنيه للعام المالي الماضي، بزيادة تبلغ نسبتها 36.6%، وفي نوفمبر 2016 توصّلت مصر إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، على برنامج اقتصادي، تحصل بموجبه على قرض يُصرَف على عدة دفعات، مقابل تنفيذ اشتراطات، منها تحرير سعر الصرف، وإلغاء دعم الوقود تدريجياً، وكذلك زيادة الضرائب، وتقليص عدد العاملين في الجهاز الإداري للدولة بنحو كبير.
وأصدرت “كريستين لاجارد” – مدير عام صندوق النقد – بياناً أثنت فيه على ما أسمته “الصبر الذي أبداه الشعب المصري والتزامه بعملية الإصلاح الاقتصادي”، قائلةً: إنه “سيُمهّد السبيل لتحقيق نمو أعلى وأكثر شمولاً للجميع على المدى الطويل”، ويعاني المصريون، خلال السنوات الأربع الأخيرة، لا سيما بعد الاتفاق مع صندوق النقد، من موجات غلاء غير مسبوقة، وارتفاع في معدلات الفقر والديون المحلية والخارجية، وفق البيانات الرسمية للبنك المركزي وجهاز الإحصاء الحكومي.