أعلنت مصادر سورية عن استشهاد الطبيب إبراهيم نائل عثمان، أحد أهم الأطباء العاملين في تأمين المواد والأجهزة الطبية للمشافي الميدانية، ومؤسس تنسيقية أطباء دمشق أمس، إثر تعرضه لإطلاق رصاص من قبل قوات الأمن على الحدود السورية التركية. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن المخابرات الجوية أطلقت النار على إبراهيم أثناء محاولته الفرار من البلاد، بعد ملاحقة أمنية تعرض لها بسبب تصريحاته الإعلامية والتنسيق بين الأطباء الذين أنشأوا مشافي ميدانية لعلاج الجرحى من المظاهرات. ولقي إبراهيم -الذي وصفته لجان التنسيق المحلية ب"طبيب الثورة"- مصرعه في قرية خربة الجوز على الحدود التركية التي حاول الفرار إليها. وذكرت صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد" على موقع "فيس بوك" أن الدكتور إبراهيم نائل عثمان، الذي وصفته بأنه "بطل من أبطال الثورة ورمز من رموزها"، شارك في إنشاء الكثير من المشافي الميدانية في دمشق وريفها، وأوقف دوامه في قسم الجراحة العظمية بجامعة دمشق، لتفرغه لعلاج الجرحى إلى أن اعتقل زملاؤه وأصبح مطلوبًا بشدة من قبل رجال الأمن مما اضطره لمحاولة الهرب. يذكر أن الطبيب إبراهيم الذي يتحدر من مدينة حماة قد تحدث في تصريحات سابقة ل"العربية.نت" قبل أشهر عن "الجرائم" التي يتعرض لها الجرحى من المتظاهرين على أيدي قوات الأمن. وقال إبراهيم عثمان الذي طلب من "العربية.نت" أن تنشر تصريحاته تحت مسمى خالد الحكيم بسبب الخطورة الأمنية آنذاك بأن قوات الأمن السورية لا تكتفي بإطلاق النار على المحتجين، بل تلاحق الجرحى والمصابين إلى المشافي وتعتدي عليهم بالضرب وتقتل البعض الآخر، وهو ما دفع طواقم طبية سورية إلى التطوع لمعالجة الجرحى وإنشاء مشافي ميدانية. وأضاف إبراهيم أن أطباء ومسعفين متطوعين بدأوا بتجهيز غرف عمليات في بعض الأماكن الساخنة، لكن عمليات الإسعاف تفتقر لمعدات ضرورية يستحيل الحصول عليها، وكذلك لأدوية ضرورية لعلاج الجرحى. كما أكد أن أحدًا من الذين أرسلوا إلى المشافي الحكومية في منطقته لم يسلم من الاعتقال، أو القتل تحت إشراف قوات الأمن. ما اضطرهم لمعالجة الجرحى سرًّا في مشافي خاصة، أو إنشاء مستشفيات ميدانية بعيدًا عن أعين الأمن والسلطات السورية. وعن فكرة علاج الجرحى جراء إطلاق النار من قبل قوات الأمن، أوضح الطبيب أنهم قاموا في البداية بجمع المواد الطبية بشكل شخصي من المنازل والعيادات الخاصة. هذا وأضاف المتحدث باسم تنسيقية أطباء دمشق أنهم قاموا بتنظيم أنفسهم بين الأرياف الساخنة كل يوم جمعة، لعلمهم أن الجرحى من المتظاهرين لا يجرؤون على الذهاب للمشافي الحكومية، خشية سوء المعاملة، أو التحقيق معهم تحت الضرب أو التصفية، حسب تعبيره.وكانت مصادر المعارضة السورية قد قالت إن قوات الأمن قتلت 16 شخصاً السبت، خلال تصديها لمظاهرات خرجت في العديد من المدن، وسقط ثلاثة قتلى في حمص، حيث تحتشد القوات السورية تمهيداً - على ما يبدو - لعملية عسكرية، كما قتل ثلاثة في مدينة حماة، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وكان المجلس الوطني السوري المعارض قد أصدر بياناً حذر فيه مما قالها إنها "نية النظام ارتكاب مجزرة في حمص." وقال المجلس في بيان له إن الدلائل الواردة عبر التقارير الإخبارية المتوالية والفيديوهات المصورة والمعلومات المستقاة من الناشطين على الأرض في مدينة حمص تشير إلى أن النظام "يمهد لارتكاب مجزرة جماعية بهدف إخماد جذوة الثورة في المدينة و"تأديب" باقي المدن السورية" المنتفضة من خلالها.