يتواصل الغضب الشعب بالسودان إلى اليوم الثلاثاء، ليُسجل ستة أيام متواصلة، تُطالب فيها جموع الشعب السوداني بالحياة الكريمة والعمل على تحسين ظروف المعيشة، خصوصًا بعد تدهور الجنية السوداني أمام الدولار الأمريكي، حيث وصل إلى أدنى مستوياته التي سجل فيها الدولار 60 جنية سوداني. وتزامنًا مع مقتل وإصابة العشرات في المدن التي تكثر بها الاحتجاجات، ارتفع سقف مطالب السودانيين إلى المطالبة برحيل البشير، الذي خرج أمس ليعد المحتجين بالعمل على تحسين ظروف المعيشة، فيما شكر الأمن السوداني على التفافه حول حكومته وقياداته. ويعتبر توجيه الشكر للأمن السوداني من قبل البشير، اعترافًا منه أنه لا مانع لدى الرئيس السوداني من أن يسيل دم شعبه مقابل الحفاظ على كرسي الحكم.
وعلى المستوى المهني، أعلنت لجنة صيادلة السودان مشاركتها في الحشد الجماهيري السلمي المقرر تنظيمه ظهر اليوم الثلاثاء، كما أعلنوا دخول كافة صيدليات ولاية الخرطوم في اضراب عام بداية من اليوم باستثناء حالات الطوارئ فقط. وفي نفس السياق أعلن الأطباء في السودان مشاركتهم في مسيرة اليوم بالخرطوم لتسليم مذكرة للقصر الجمهوري تطالب برحيل البشير وحكومته عن السلطة، موجهين الدعوة لكل الأطباء والفئات المهنية الأخرى للحضور والمشاركة في الموكب السلمي.
كما أكد الأطباء على دخول إضراب مفتوح عن العمل، تماشيًا مع سلسلة متوالية من الإضرابات في القطاعات المهنية، حيث وصفت الدكتورة "سارة عبد الجليل" نقيب الأطباء لأطباء السودانيين بالمملكة المتحدة، أن تنفيذ إضراب الأطباء جيد وحظى بمشاركة إيجابية في العديد من المستشفيات، مؤكدة أن الإضراب يُنفذ مع الحالات الباردة فقط، أما الحالات الطارئة يتم عمل اللازم لها.
الجدير بالذكر أن إضراب الأطباء يأتي ضمن سلسلة من الإضرابات المعلنة من تجمع المهنيين السودانيين بهدف شل دولاب العمل الحكومي وإيقاف موارده التي يستخدمها في قتل وقمع الشعب السوداني.
وفي نفس السياق واستكمالاً لحالة الاحتجاج التي تشهدها السودان، أعلنت تجمعات المهنيين السودانيين بقطاعاتهم المختلفة، الخروجفي مسيرة سليمة بالخرطوم اليوم الثلاثاء، لتسليم مذكرة للقصر الجمهوري تطالب بتنحي النظام فوراً، وعلى رأسه الرئيس البشير عن السلطة، وتشكيل حكومة انتقالية ذات كفاءات بمهام محددة وتوافقية بين كل أطياف المجتمع السوداني. جاء ذلك في بيان صدر أمس أكد فيه تجمع المهنيين أن الموكب أو المسيرة تبدأ في تمام الواحدة ظهرًا من اليوم الثلاثاء ويتحرك في شارع القصر من أمام ميدان أبو جنزير كنقطة تجمع رئيسية تجاه القصر الجمهوري لتسليم المذكرة المعنونة إلى رئيس الجمهورية.
وعلى المستوى الدولي تظاهر السودانيون بالولايات المتحدةالأمريكيةواشنطن ودولة هولندا بلاهاي ولليوم الثاني في فرنسا بالعاصمة باريس أمام السفارة السودانية تظاهروا أمس تضامنا مع الحراك الداخلي المطالب برحيل البشير ونظامه عن الحكم. وسير العشرات من السودانيين بهولندا أمس الاثنين مسيرة بمدينة لاهاي تضامنا مع الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.
وسلم المتظاهرين مذكرة أمس لوزارة الخارجية الهولندية أشاروا فيها إلي العنف المفرط الذي واجه به النظام المظاهرات السلمية و استخدامه للرصاص في مواجهة المتظاهرين السلميين، ما أدي لوقوع عشرات القتلى والجرحى على مستوى السودان. ونفذ المتظاهرون بعدها وقفة احتجاجية أمام السفارة السودانية في لاهاي.