صرح الخبير في الشؤون العربيةالشؤون العربية والمحلل السياسي فايز أبو شمالة ، إلى أن "إسرائيل" تحرص على اختراق البلاد العربية والإسلامية، والتطبيع معها علانية بعد أن كان الأمر سرياً سنوات، فبعد التطبيع العلني مع عمان والإمارات ومن قبلها مصر والسعودية اتجهت اليوم إلي تشاد. وكان قد "ألتقي نتنياهو يوسف بن علوي، وزير خارجية عُمان، في ألمانيا، بداية العام، والنتيجة كانت لقاء علنياً في مسقط قبل أسبوع. هذه العلنية مهمة لإسرائيل، لأنها وثيقة الاعتراف والتسليم لكفاءة الإسرائيليين، وتقدم إلى الدول الأفريقية والإسلامية". يذكر أن قبل 40 عاماً، أغلقت جمهورية تشاد الإسلامية باب العلاقات الرسمية وغير الرسمية مع "إسرائيل" نهائياً، وانحازت حينها إلى موقف الدول العربية والإسلامية الموحد، الذي طالب بقطع كل الاتصالات معها في أعقاب حرب 1973 ، لكن الباب تم فتحه فالتطورات المتصاعدة في المنطقة، والتقارب الحاصل مع "إسرائيل"، وقطار التطبيع الذي وصل إلى محطات مهمة داخل بعض الدول، دفعت تشاد لفتحه قليلاً، ودخول بعض الرياح الإسرائيلية الخفيفة، بأمر من الرئيس التشادي، إدريس ديبي إتنو. واوضح الخبير أن "إسرائيل ستنجح في اختراق القارة السمراء، وخلال الفترة المقبلة ستكون لها علاقات قوية ومتينة مع العديد من الدول هناك عبر بوابة تشاد". مشيرا إلى أن "السد العربي الواقف ضد التطبيع انهار، وتشاد لن تكون عربية وفلسطينية أكثر من العرب والفلسطينيين (في إشارة إلى التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال) أنفسهم، الذين يتهافتون على لقاء إسرائيل واستقبال وفودها، والتعاون الأمني معها على المستويات كافة".
ويوضح أن دولة الاحتلال تعتمد منهج حشر الدول التي لا تقيم علاقات معها، في زاوية الحصار والأزمات الاقتصادية، ليكون منفذها للتطور والحرية والنمو هو البوابة الإسرائيلية فقط، وذلك يتم من خلال التطبيع وتحسين العلاقات الثنائية. وزاد على تصريحات أبو شمالة، تقرير إسرائيلي عبّر فيه مسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية عن إمكانية الاستفادة من علاقات دبلوماسية قد تطورها مع تشاد الغنية باليورانيوم، نظراً إلى رغبتها في شراء الأسلحة والانكشاف على الخبرات الأمنية الإسرائيلية، وذلك في سياق "حرب تشاد على الإرهاب". وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن من أهداف "إسرائيل" لاختراق القارة السمراء جاءت لتأمين الجالية اليهودية الموجودة بالقارة، ورغم أن أرقام الجالية اليهودية في أفريقيا ليست كبيرة، فإنها تمثل مركزاً للقوة والنفوذ، خاصة أن الدول الأفريقية تتسم بهشاشة البنيان المؤسسي والاجتماعي. إضافة إلى ذلك، تسعى "تل أبيب" إلى تطويق الوطن العربي، وتهديد أمنه القومي عن طريق السيطرة على المنافذ الجنوبية للبحر الأحمر، ونزع الصفة العربية، وضمان التفوق العسكري والاستراتيجي الإسرائيلي المُطلَق، بالتحكم في النقاط الاستراتيجية الهامة التي تُحيط بالوطن العربي، وذلك لجعل دوله تحت التهديد بالحصار والعدوان. والهدف الأخير، على حد قول الصحيفة، يتمثل في توظيف التغلغل الإسرائيلي في القارة السمراء لمصلحة التكامل مع الخطط الأمريكية، وإفهام واشنطن أن رأس حربتها الاستراتيجية في أفريقيا هي "إسرائيل".