الحديث مع أسير محرر أمضى في سجون الاحتلال عشرين عاماً حديث يحمل بين طياته مشوار جهادي مشرف سطر أسمى محطات الصمود والثبات أمام عدو تلذذ في تعذيب الأسرى،"الشعب" التقت بالقائد القسامي المحرر إياد أبو طاقية، من مخيم جباليا، شمال غزة، الذي يعد وحداً من آلاف الأسرى الفلسطينيين، الذين أمضوا زهرة شبابهم خلف قضبان الاحتلال، فعاشت معه محنة الأسر، وفرحة الإفراج ولقاء الأحبة. مشواره الجهادي خط أسيرنا المحرر مشواره الجهادي، في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ضمن مجموعة الشهداء أولى المجموعات القسامية التي قاومت الاحتلال وعملائه بالسلاح الأبيض، وتمكن هو وإخوانه المجاهدين من قد مضاجع العدو، وقتل عملائه الذين باعوا أنفسهم له بثمن بخس. وحين توالت العمليات ضد جنود الاحتلال في قطاع غزة، بدأ الاحتلال يتربص بالمجاهدين، بكل الوسائل حتى وصل إلى أسيرنا المحرر، قبل عشرين عاماً فجند لاعتقاله عشرات الجنود والجيبات العسكرية، ولعدم توفر السلاح ومحاصرة الاحتلال للمنزل من كل الاتجاهات، لم يتمكن أبو طاقية من الإفلات من قبضة الاحتلال فاعتقله. التحقيق والزنازين تنقل أسيرنا المحرر، بين سجون الاحتلال وغرف تحقيقه وزنازينه، فبدأ محنة الاعتقال في سجن غزة، ثم عسقلان، وبعد أن مر عبر غرف التحقيق التي تتنافى أساليبها وطرقها مع الشرائع والقوانين الدولية الداعية لحماية حقوق الإنسان، فانتزعت منه الاعترافات بالقوة، وحكم عليه بالسجن 40 عاماً أمضى منها 20 عاماً قبل أن تحرره المقاومة في صفقة الوفاء للأحرار. وعن أخطر الأساليب التي تعرض لها والتي يلجأ الاحتلال من خلالها الإيقاع بالأسرى، ما اسماه بأسلوب العصافير، وهو يعتمد على تجنيد عملاء للاحتلال بين الأسرى على أنهم أسرى فلسطينيين قاوموا الاحتلال، ويتحدثون عن بطولاتهم المزيفة، لجر الأسير المستهدف بالحديث عن عملياته البطولة، وطالب أبو طاقية المقاومين الذين يقعون في الأسر بأخذ حذرهم من هذا الأسلوب الخطير. المقاومة والصفقة وبعد طول انتظار استقبل الأسير المحرر أبو طاقية ، وباقي الأسرى خبر صفقة تبادل الجندي "الإسرائيلي" جلعاد شاليط ب"1027" أسيراً معظمهم من أصحاب المحكوميات العالية، بالفرح والسرور، حتى وصف الخبر بالحلم، وقال:"شعرنا بنشوة النصر بإطلاق سراحنا قبل انتهاء مدة السجن، فخرجنا رغم انف الاحتلال". وبارك أبو طاقية للمقاومة الفلسطينية قدرتها على الاحتفاظ بشاليط لأكثر من خمس سنوات، وأشاد بصبرها وصمودها في عملية التفاوض، وتمنى أن تستمر الانتصارات على الاحتلال حتى دحره عن ارض فلسطينالمحتلة. وطالب المقاومة الفلسطينية بمواصلة عمليات خطف الجنود لتحرير باقي الأسرى من سجون الاحتلال. وشكر أبناء شعبه على استقبالهم الحافل بالأسرى المحررين، لافتاً أن خروج غزة عن بكرة أبيها لاستقبالهم مما جعلهم يشعرون بمكانتهم العظيمة في قلوب الشعب، الذي تحمل عدوان الاحتلال وغطرسته، وبقي محتضناً للمقاومة التي كان لها الفضل بعد الله عز وجل في تحريرهم. لقاء الأهل والأحبة أما ابنه البكر صهيب الذي أسر والده وعمره أربعة أشهر، بدت عليه الفرحة وكأنه في حلم، وقال:" منذ عشرين عاماً انتظرنا خروج والدي على أحر من الجمر وها نوحن نعيش تحريره واقعاً بعد أن صدقت المقاومة بوعدها في تحرير الأسرى". وصور لقاءه بوالده، باللحظة التي لا توصف ولا يمكن تصورها حين يحتضن الابن والده بعد عشرين عاماً، وأكمل:"شعرت وكأن روحي رجعت إلي من جديد". وللفرحة معنى في قلب شقيقه حسن، الذي جلس إلى جانبه، عاجزاً عن وصف فرحته برؤية شقيقه، بعد عشرين عاماً في الأسر، وشبه مشهد العناق ب"العرس الكبير" وقال:" تحريره أجمل يوم بحياتي". وبين حال أسرته حين بدأت الأخبار تتوارد عبر وسائل الإعلام متحدثةً عن الاتفاق على صفقة شاليط، وأضاف:" لم نصدق الخبر وها نحن اليوم نعيشه واقعاً باستقبال الأسرى".