بعد مرور نحو عام على استقالته المثيرة للجدل من الحزب الوطني الحاكم، قدم الدكتور أسامة الغزالي حرب القيادي السابق في الحزب الوطني الحاكم، أوراق تأسيس حزب جديد إلى لجنة شؤون الأحزاب بمجلس الشورى، أطلق عليه اسم الجبهة الديمقراطية وقال د. حرب وكيل المؤسسين في الحزب الجديد إن حزبه مفتوح لكل من يعارض الحزب الحاكم وجماعة الإخوان المسلمين. وأضاف حرب، الذي قاد هجوما إعلاميا عنيفا ضد حزبه السابق عقب استقالته، أن قائمة المؤسسين لحزبه الجديد تضم 1500 مؤسس، بزيادة تصل إلى نحو 500 مؤسس عن العدد الذي يشترطه قانون الأحزاب الجديد وهو 1000 مؤسس. وفي تصريحاته للصحفيين عقب تقديمه أوراق الحزب الجديد، أبدى عضو أمانة السياسات السابق بالحزب الحاكم، أحد المقربين السابقين من جمال مبارك نجل الرئيس المصري أمين لجنة السياسات بالحزب، اعتراضه على لجنة شؤون الأحزاب وطريقة عملها، وقال: انه تقدم بأوراق تأسيس حزبه إلى هذه اللجنة التزاما بالطرق القانونية، غير أنه لم يستبعد قيامه بإعلان تأسيس حزبه من طرف واحد في حال رفضه، وأضاف معلقا لكننا لا نريد ولا نتمنى أن نلجأ لهذا الموقف. ونفى د.حرب بشدة أن يكون قد حصل على أية وعود بالسماح له بالحصول على تصريح بتأسيس حزبه وأكد انه لا يستمد شرعيته من علاقته السابقة بالحزب الحاكم. ودعا حرب، الذي تتهمه قيادات في الحزب الحاكم بالتقارب مع جماعة الإخوان المسلمين، من وصفهم بالرافضين للحزب الحاكم وجماعة الإخوان الى الانضمام إلى حزبه، وقال إن حزب الجبهة الديمقراطية يتسع لكل من يرفض الحزب الوطني والإخوان. وكان حرب قد قدم استقالته من الحزب الحاكم وتحديدا من أمانة السياسات التي يقودها نجل الرئيس المصري بعد اشهر قليلة من إجراء الانتخابات التشريعية الماضية، فى مفاجأة غير متوقعة، مبررا استقالته بأنها جاءت بسبب عدم قيام الحزب بالإصلاحات المطلوبة لتحقيق الإصلاح السياسي الذي تطالب به كافة القوى السياسية في مصر. وشن حرب هجوما عنيفا ضد النظام المصري وحزبه بعد أسابيع قليلة من استقالته مطالبا بتغيير الدستور الحالي ورافضا محاولات تعديل الدستور. وضمت قائمة مؤسسي الحزب وزير التنمية الإدارية الأسبق الدكتور علي السلمي، والمؤلف أسامة أنور عكاشة والدكتور حازم الببلاوي مستشار صندوق النقد العربي والكاتبة سكينة فؤاد، والدكتور محمد نور فرحات استاذ القانون والفلسفة ونائب البرلمان محمد أنور السادات ابن شقيق الرئيس الراحل أنور السادات بالإضافة إلى زوجة وابنة وشقيق الدكتور أسامة الغزالي. واختار الحزب رقم 77 شعارا له استنادا إلى امتناع هذه النسبة عن التصويت في الانتخابات الأخيرة. وقالت أوراق الحزب الأساسية إن مصر تواجه أزمة خطيرة تهدد كيانها الحاضر ومستقبلها نتيجة ما يسوده من أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية متردية وافتقاد الديمقراطية والعدالة وسيطرة الحزب الواحد والرأي الأوحد على مقدرات البلاد. واعتبرت الأوراق أن مصر تعاني من مشكلات وتناقضات داخلية خطيرة ويتطلع شعبها إلى التغيير والإصلاح، مشيرة إلى أن مصر عانت من سياسات عملت على تغييب الوعي العام وحرمان المصريين من حق المشاركة الفاعلة في تقرير مصيرهم وفقدت الكثير من خصائصها.