صرح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، مساء اليوم الأربعاء، 16 مايو 2018، إنه لم يسبق رؤية الأممالمتحدة المكلفة بحماية السلام العالمي عاجزة لهذه الدرجة في حادثة أخرى، في إشارة إلى التعاطي الأممي مع المجزرة الصهيونية بغزة، ولعل هذه الأحداث تثبت بشكل واضح مدى أهمية الدعوات التي تطالب بإعادة هيكلة الأممالمتحدة، وتغيير نظام العضوية الدائمة بمجلس الأمن، ونظام استخدام حق الفيتو، فالعالم أكبر من الدول الخمسة دائمة العضوية، وأن الولاياتالمتحدة، استخدمت الإثنين، حق (كسر حاجز الصمت) لمشروع البيان الذي أعدته الكويت بمجلس الأمن، لإدانة أعمال قتل الفلسطينيين في غزة، والدعوة لإجراء تحقيقات شفافة ومستقلة في تلك الأحداث، وإذا لم تجتمع الأممالمتحدة الآن لتتخذ قرارات هامة حيال هذه التطورات، فمتى ستضطلع بمسؤوليتها حيال مثل هذه الأحداث التي تجرى على مرآى ومسمع من العالم أجمع. وأضاف رئيس الوزراء التركي، مع الأسف نحن نستقبل رمضان هذا العام ببداية غير جيدة، إذ شاهدنا مجزرة إسرائيلية ترتكب في فلسطين ونحن على أعتاب هذا الشهر الفضيل، وعن نقل أمريكا لسفارتها من تل أبيب لمدينة القدسالمحتلة قال يلدريم “الإدارة الأمريكية، بقرارها الخاص بنقل سفارتها للقدس، أدت لظهور وضع لا يمكن تفاديه بخصوص القضية الفلسطينية – الإسرائيلية، لافتًا إلى أن “القرار الأمريكي بنقل السفارة لمدينة القدس مركز الأديان السماوية الثلاث، جاء لفرض أمر واقع بخصوص القضية الفلسطينية، رغم القانون الدولي، وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، وتابع في ذات السياق قائلا “في الوقت الذي كان يحتفل فيه الأمريكان والإسرائيليون بافتتاح السفارة، كان الجنود الإسرائليون على الطرف الآخر يرتكبون مجزرة وحشية بحق الفلسطينيين الأبرياء”. واستطرد يلدريم “وقد أسفرت هذه المجزرة عن استشهاد أكثر من 60 شخصًا من أخوتنا الفلسطينيين، نتمنى لهم الرحمة، فضلا عن أكثر من 3 آلاف جريح، وتساءل رئيس الوزراء التركي قائلا “إلى متى سيظل العالم صامتًا حيال هذا الظلم ؟”، مضيفًا “من مات في تلك الأحداث، ليسوا مدنيون فلسطينيون أبرياء، بل الإنسانية هي من مات. وتطرق "يلدريم" إلى اجتماع منظمة التعاون الإسلامي الطارئ، المزمع يوم الجمعة المقبل، والذي دعا إليه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على خلفية التطورات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، أن أن هذه الدعوة (لانعقاد القمة) موقف يليق بتركيا في هذا الخصوص، إذ قمنا بدعوة كافة الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي لقمة طارئة يوم الجمعة”، مضيفًا “ونأمل أن نخرج من القمة المقبلة برسالة قوية للغاية من أجل القضايا الخاصة بالفلسطينيين، تلك القضايا التي هم فيها على حق”. وشدد رئيس الوزراء التركي على ضرورة الإنهاء الفوري للوحشية الإنسانية التي ترتكب على أرض فلسطين. وقد ارتكب الاحتلال الصهيوني، الأثنين الماضي، مجزرة بحق المتظاهرين السلميين على حدود قطاع غزة، واستشهد فيها 62 فلسطينيًا وجرح 3188 آخرين، بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، حينما كان المتظاهرون يحتجون على نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدسالمحتلة، ويحيون الذكرى ال 70 ل”النكبة” الفلسطينية، وردًا على نقل السفارة إلى القدس والمجزرة الإسرائيلية في غزة، أعلنت تركيا الحداد الوطني 3 أيام، واستدعت سفيريها لدى واشنطن وتل أبيب للتشاور، ودعت منظمة التعاون الإسلامي لاجتماع طارئ الجمعة المقبل. وأعلنت الخارجية التركية، الثلاثاء الماضي، استدعاء السفير الصهيونيي لدى أنقرة، إيتان نائيه، وأبلغته أن “عودته إلى بلاده لفترة، سيكون مناسبًا”، على خلفية أحداث غزة.