ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأربعاء، أن حكومة الاحتلال تأخذ بجدية تامة التهديدات الإيرانية بالرد بشكل مباشر على الكيان الصهيوني، والتي صدرت عن القيادة الإيرانية أمس الثلاثاء، على خلفية الضربة الجوية التي استهدفت مطار "التيفور" العسكري في ريف حمص بسوريا، الإثنين الماضي. وقالت الصحيفة العبرية إن "أجهزة الأمن الإسرائيلية أبقت على حالة استعداد وتأهب على امتداد الحدود الشمالية مع سورية تحسبا من رد إيراني، أو رد يصدر عن "حزب الله"، ولاحتمالات شن الولاياتالمتحدة هجوما على نظام الأسد المتهم بمجزرة دوما الكيميائية التي وقعت أحداثها السبت الماضي". وكانت الصحف العبرية والمحللون في تل أبيب أشاروا منذ تنفيذ الهجوم الصهيوني على مطار "التيفور" العسكري في ريف حمص، إلى أن المواجهة بين الكيان الصهيوني وإيران على الأرض السورية باتت مباشرة وعلنية، وأن تحرك تل أبيب لقصف مطار "التيفور" العسكري، كان بعد تقديرات في محافلها السياسية والعسكرية أن قمة أنقرة التي جمعت الأربعاء الماضي بين رؤساء كل من إيران وتركيا وروسيا تمخضت عمليا عن تكريس الوجود العسكري الإيراني في سوريا. إلى ذلك كشف أمس النقاب عن أن المؤسسة العسكرية والأمنية في الكيان الصهيوني كانت قد رفعت منذ أوائل فبراير الماضي (بعد اختراق طيارة إيرانية مسيرة للأجواء بالأراضي المحتلة) تقريرا لحكومة الاحتلال بوجوب رفع وتشديد لهجة الخطاب الصهيوني ضد الوجود الإيراني في سوريا، والتحرك الفعلي لمواجهته، خاصة في ظل الإشارات التي صدرت عن الولاياتالمتحدة لجهة سحب القوات الأمريكية من سورية. وكان علي أكبر ولايتي قد أعلن أمس في مقابلة مع قناة الميادين، أن "الجريمة الإسرائيلية لن تبقى بدون رد". في المقابل استدعت الخارجية الروسية أمس بشكل رسمي سفير تل أبيب لدى موسكو لطلب إيضاحات عن قصف المطار المذكور خصوصاً أن روسيا كانت قد أعلنت بعد وقت قصير من وقوع الهجوم على المطار العسكري، أن من نفذ الهجوم هو الطيران الحربي لجيش الاحتلال، فيما التزمت تل أبيب الصمت، ورفضت التعليق بشكل رسمي على التقارير التي نشرت حول هذا الموضوع. لكن وزراء في حكومة الاحتلال، بينهم وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، وآخرون لمّحوا إلى مسؤولية الكيان الصهيوني عن الهجوم، فيما قال القائد السابق لسلاح الجو في جيش الاحتلال، الجنرال احتياط إيتان بن إلياهو، في تصريحات صحافية إن الكيان الصهيوني أو الولاياتالمتحدة فقط قادرتان على تنفيذ هذه العملية.