احتفت فضائيات النظام منذ أول أمس الإثنين، بطوابير طويلة وحاشدة فى سيناء، لتتحدث عن ثقة المصريين فى النظام واحتشادهم للانتخاب رغم ظروف الحرب التى يعيشوها، مشيرين أيضًا، على أن تلك الطوابير دليلا على هزيمة "الإرهاب"، لكن وكالة "رويترز" كشف، في تقرير لها، عن أن هذه طوابير الخبز لا الانتخابات، الأمر الذي يؤكد أكاذيب إعلام العسكر واستخدام التدليس والتضليل لرسم صورة تغاير الحقيقة. الكاتب عماد الدين حسين، رئيس تحرير صحيفة الشروق في مصر، تفاخر بهذه الطوابير "المضروبة"، واعتبرها دليلا على كثافة التصويت وهزيمة "الإرهاب". يقول حسين، في مقاله المنشور اليوم بالشروق بعنوان "طوابير في شمال سيناء": "أهم ما لفت نظرى صباح أمس مشهد تلفزيونى لطابور طويل فى إحدى لجان شمال سيناء. كنت ضيفا فى التاسعة والربع صباح أمس على قناة "on e"، وخلال حديثى عرضت القناة مشاهد لطابور من المواطنين فى إحدى هذه اللجان، إضافة إلى لجان أخرى فى مدينة القنطرة شرق، وقف فيها الناخبون طابورا أمام باب اللجنة، قبل بدء التصويت. فى تقديرى أن هذا واحد من أهم مشاهد العملية الانتخابية". لكن تقرير وكالة رويترز فضح هذه الأكاذيب وكشف التدليس في المشهد، حيث يؤكد تقرير الوكالة العالمية أن "طوابير الأهالي في سيناء ليس على صناديق الاقتراع في أيام الانتخابات، إنما للحصول على الخبز". تقرير رويترز عن سير العملية الانتخابية في سيناء في اليوم الأول للانتخابات، قالت فيه إنه في الوقت الذي علت فيه أصوات بعض الناخبين في مناطق مختلفة من مصر بالغناء تأييدا للجنرال عبد الفتاح السيسي خارج مراكز الاقتراع، اصطف سكان في منطقة شمال سيناء المضطربة لغرض آخر هو الحصول على الخبز الذي يوزع عليهم. ونقلت الوكالة عن مسئولين محليين وسكان قولهم: إن "الإقبال كان ضعيفا جدا في مناطق من شمال سيناء في اليوم الأول من أيام التصويت الثلاثة؛ نظرا لخشية الناس من الخروج من منازلهم بسبب العمليات الأمنية". كما نقلت الوكالة عن المستشار أحمد رؤوف، المشرف على لجنة انتخاب في منطقة أخرى في الشيخ زويد القريبة من الحدود مع قطاع غزة، قوله: "إن شخصا واحدا فقط أدلى بصوته في اللجنة التي يشرف عليها حتى منتصف نهار اليوم الأول، الناس خايفة تنزل هنا بسبب العمليات العسكرية وتهديدات المسلحين باستهداف اللجان". لكن النائب غريب حسان، عضو برلمان العسكر عن دائرة طور سيناء، واصل الكذب والتدليس، مدعيا أن إقبال الأهالي وصل إلى حد "المسيرات"، وأن الموظفين في المصالح الحكومية اصطفّوا على أبواب اللجان، مشيرا إلى أن قلة الأعداد أمام اللجان هو انعكاس لقلة السكان في المنطقة من الأساس، الأمر الذي ينفي أكاذيب فضائيات العسكر ومتاجرتها بطوابير الخبز. أما النائب حسام الرفاعي، عضو مجلس النواب عن دائرة العريش بمحافظة شمال سيناء بدأ كلامه قائلا: الأجواء كلها صعوبات، هناك أزمات خانقة في الكثير من مناحي حياة الأهالي هنا، صعوبات في المواصلات، ومحطات الوقود مغلقة، والمدارس لا تعمل، المواطنون يسيرون من 5 ل10 كيلو ليذهبوا إلى أقرب لجنة انتخابية. واستخدمت حكومة الانقلاب أقذر الوسائل من أجل دفع المواطنين للمشاركة في المسرحية، وساومت أهالي شمال سيناء على توفير الطعام والأدوية مقابل المشاركة في المسرحية. فأهالي رفح والشيخ زويد المنقولون للعريش، لم يجدوا أسماءهم فى كشوفات الناخبين بلجان العريش، رغم الإعلان عن تخصيص لجنة لهم، إلا أنهم لم يعثروا عليها ولم يدلوا بأصواتهم. محمد أبو فردة، من سكان مدينة الشيخ زويد بحسب، يكشف عن مساومة عضو برلمان عن مدينتي رفح والشيخ زويد، بأن يجري تسهيل دخول المواد الغذائية والأدوية إلى المدينة بعد الانتهاء من العملية الانتخابية بشكل كامل؛ نظرا لمعاناة الأهالي من أزمة خانقة في الحركة والمواد التموينية والغذائية. وشهدث مدينة ومركز بئر العبد إقبالاً فاترا بمركزي رمانة وبئر العبد؛ نظرًا لعدم وجود مواصلات بسبب إغلاق محطات الوقود، وعزوف الأهالي عن المشاركة لضعف المنافسة وتأكدهم من فوز الجنرال الذي ينافس نفسه. الصورة الأولى التى زعم النظام أنها لطوابير الانتخابات الصورة الحقيقية أثناء انتظار المواطنين لسيارات الطعام