استنكرت الحكومة المصرية تهديدات صدرت عن سياسيين سابقين في نظام الرئيس المخلوع مبارك، بإفساد الانتخابات البرلمانية في البلاد، وفقا لما أوردته وسائل إعلام حكومية. هذا وقد استنكر مجلس الوزراء التصريحات التي صدرت مؤخرا عن بعض رموز العمل السياسي من النظام السابق، وبعض القوى السياسية والحزبية من تهديدات لإفساد العملية الانتخابية." من جهته، أكد مجلس الوزراء "حق اللجنة العليا للانتخابات في اتخاذ ما تراه بشأن تطبيق العقوبات الواردة بقانون ممارسة الحقوق السياسية على كل من يهدد سلامة العملية الانتخابية بالفعل أو القول،" وفي المقابل، أكد مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام اللواء أحمد جمال الدين أن الوزارة "اتخذت جميع استعداداتها لتأمين العملية الانتخابية،" مشددًا على أن "أجهزة الأمن لن تسمح بأي عمل من شأنه تعكير سير العملية الانتخابية وتعطيل حركة التحول الديمقراطي،" على حد قوله. وأضاف مساعد وزير الداخلية إن "المرسوم الجديد الذي صدر من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بشأن تشديد العقوبات تجاه أية محاولة للإخلال بالعملية الانتخابية سيدعم قوات الأمن في تأمين الانتخابات، بالإضافة إلى أن وجود قاض داخل كل لجنة انتخابية، يعد ضمانة للمرشحين على نزاهة الانتخابات." وأشار جمال الدين إلى أن "المشاكل كانت تحدث بين المرشحين وأنصارهم في الانتخابات السابقة نتيجة عدم وجود قضاة بجميع اللجان الانتخابية، وهو ما يتبعه عمليات تزوير أو تسويد للبطاقات الانتخابية لصالح أحد المرشحين." وفي هذا الإطار، دعا مفكرون إسلاميون يوم الأربعاء القوى السياسية الإسلامية التي ستخوض الانتخابات البرلمانية المصرية إلى الوحدة وتجنب الصراع، عقب انفصال عدد من الأحزاب عن تحالفها مع جماعة الإخوان المسلمين، مما ينذر بتفتت أصوات الكتلة الإسلامية. يذكر أن الأحزاب السلفية المشكلة حديثا قد انسحبت من التحالف الديمقراطي احتجاجا على ضعف تمثيلها في قوائم التحالف الانتخابية، وقالت إن مرشحي الإخوان يحتكرون القوائم، حيث انخفض عدد الأحزاب في التحالف من 34 حزبا إلى 10 فقط. كما نقلت وكالة رويترز للأنباء عن بيان مشترك أصدره 19 مفكرا إسلاميا قولهم "من الضروري بمكان أن تظل الكتلة التصويتية للإسلاميين واحدة في جميع دوائر الجمهورية، وذلك لا يتحقق إلا بالعمل على أن تكون هناك حملة انتخابية إسلامية واحدة في كافة الدوائر بغض النظر عن انتماء المرشح، "بحسب نص البيان. من جانبه، قلل نائب رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين عصام العريان من شأن الانقسام، قائلا إن أي تحالف يضم إسلاميين لا يتمتعون بخبرة سياسية سيكون "عبئا" على الجماعة التي تخوض الانتخابات منذ أكثر من 30 عاما. وقال العريان للوكالة إن الأحزاب السياسية غير متمرسة وستشكل عبئا أكثر من كونها دعما للجماعة في سباق الانتخابات، مضيفا "من الأفضل ومن الحكمة أن يعمل كل منا بشكل منفرد، إنهم جدد على الحياة السياسية وسيشكلون عبئا على أي ائتلاف. " وخلص العريان إلى أن الانفصال سيفيد الإخوان الذين يتمتعون بخبرة خوض الانتخابات على مدى عقود. وفي ذات السياق، يجري حزب النور أكبر الأحزاب السلفية وحزب الأصالة وحزب البناء والتنمية المنبثق عن الجماعة الإسلامية محادثات لتشكيل ائتلاف جديد ينافس الإخوان في الانتخابات المقبلة. من جانبه، رفض قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية خلال محاضرته الأسبوعية مساء الأربعاء الرد على أسئلة خاصة بعلاقة الكنيسة ودورها في الانتخابات المقبلة، قائلا إن الكنيسة ليس لها علاقة بالسياسة ودورها روحي.