لم تختلط الأمور مهما فعل الحكام العرب وإعلامهم، لتضليل الشعوب وتغيير عقيدتها اتجاه العدو الصهيوني، الذي قتل وشرد، ويغتصب الأرض المقدسة، التي فرض علينا الجهاد فيها ضده مهما قلة الإمكانيات أو زاد ظلم هؤلاء الديكتاتورين، الذين زادت عمالتهم مع عدو من المفترض أنه يعمل لهدم عروشهم، لا الديمقراطية التي يريدها الشعوب. المصالح الشخصية التي طغت على علاقات الحكام العرب بالصهاينة، تختبئ دائمًا وراء ستار مواجهة ما يسمونة مخططات إيران فى المنطقة، وهذا ما يستغله العدو الصهيوني جيدًا، لأخذ كل ما يريد من هؤلاء الحكام الذين خانوا القسم الذي أقسموه لشعوبهم، حتي أنهم باتوا علنًا يتلقون تعليماتهم من العدو مباشرًا. وهذا ما كشفه الحاخام الصهيوني مارك سكينر، الذي يتمتع بنفوذ قوي فى أمريكا، وبالأخص مدينة نيويورك، ويعد مهندس العلاقات الصهيونية - البحرينية، والذي أشار إلي دور قوي وفعال للعدو الصهيوني فى تصنيف حزب الله منظمة إرهابية. حديث الحاخام الصهيوني، لم يكن يدين البحرين وقادتها فقط، بل إنه أدان كل الدول العربية والتعاون الخليجي على وجه الخصوص، التي عملت بإصرار على تصنيف المقاومة الإسلامية المتمثلة فى حزب الله منظمة إرهابية، مع علمهم الأكيد بإنه حائط صد ضد أطماع الصهاينة فى المنطقة، كحركة المقاومة الإسلامية حماس. وقال "سكينر" أنه اتفق مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في إحدى اللقاءات التي جمعتهما في المنامة على أن يعمل على تضمين حزب الله في قائمة التنظيمات الإرهابية لمجلس التعاون الخليجي. وعن خفايا الأمر، تنقل صحيفة "جيزاليوم بوست" الصهيونية، عن سنيكر قوله، أنه بناء على التفاهم معه، فقد اقترحت البحرين على بقية دول المجلس أن يتم ضم حزب الله إلى قائمة التنظيمات الإرهابية، حيث تم قبول اقتراحها في اجتماع عقدته مؤسسات المجلس في مارس 2016. وبحسب سكينر فإن ملك البحرين يعتقد أن "بقاء إسرائيل قوية يعد أهم متطلبات الحفاظ على معسكر الاعتدال في العالم العربي". وأضاف: "منذ أول لقاء جمعني في المنامة بالملك حمد عام 2011 ظل يؤكد لي التزامه ببناء علاقات وثيقة بين البحرين وإسرائيل.. فقد اتفقنا منذ البداية على أن كلا من إسرائيل والبحرين تواجهان عدوا مشتركا وهو إيران". وكشف أنه سيقود وفدا يضم حاخامات وشخصيات يهودية أمريكية في زيارة للبحرين مطلع العام القادم، بناء على دعوة خاصة من ملك البحرين، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي يقوم فيها وفد من الحاخامات على هذا النحو بزيارة دولة عربية. وأشارت الصحيفة إلى أن الوفد سيقوم بزيارة إسرائيل بعد انتهاء الزيارة للبحرين في إشارة إلى ارتباطها بتنسيق وتعزيز العلاقات بين المنامة وتل أبيب. وأبلغ سكينر الصحيفة بأن الملك حمد حرص على دعوته دائما لتنظيم زيارات للشخصيات اليهودية الأمريكية للبحرين لبلورة انطباع عن أوضاع الجالية اليهودية في البحرين والتعرف على مظاهر التعايش بين الأديان في البحرين. وأشارت الصحيفة إلى أن سكينر طور علاقاته على مر السنين مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. وكان المعلق الإسرائيلي بن كاسبيت قد كشف النقاب عن إقدام نظام الحكم البحريني مؤخرا على تكثيف اتصالاته بأرفع المستويات الرسمية في إسرائيل، بهدف العمل على "مأسسة التبادل التجاري والزيارات المتبادلة بين الجانبين". وفي تقرير نشره موقع "يسرائيل بالس" الأسبوع الماضي، نقل كسبيت عن مصدر رسمي إسرائيلي قوله إن "البحرين تعبر في الواقع عن مواقف السعودية الحقيقية تجاه إسرائيل"، مشددا على أنه لا يمكن الافتراض أن تقدم البحرين على هذه المواقف تجاه إسرائيل دون الحصول على الضوء الأخضر من الرياض. وبحسب المحافل الرسمية الإسرائيلية فإن مواقف ملك البحرين المؤيدة لإسرائيل "لم تفاجئ أحدا في تل أبيب"، وعزت المحافل تطور هذه العلاقات إلى الدور الذي يلعبه معهد "شمعون فيزنتال"، الذي ينشط بشكل مكثف في المنامة. ولفت إلى أن من مظاهر تطور العلاقات العلنية بين البحرين وإسرائيل مشاركة النائب البحرينية اليهودية نانسي كدوري في الاجتماع الأخير للجنة الكونغرس اليهودي ولقائها بوزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أحد صقور الليكود، وتوثيق اللقاء بصورة مشتركة. واعتبر كاسبيت أن سلسلة "المواقف المؤيدة" لإسرائيل التي عبر عنها ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة تعد "انتصارا كبيرا" للسياسة التي ينتهجها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وشدد كاسبيت على أن تصريحات ملك البحرين "تعد مثالا بسيطا عما يجري خلف الكواليس بين إسرائيل ودول المحور العربي السني". ونوه كاسبيت إلى أن حرص البحرين ودول "المحور السني المعتدل" على تطوير العلاقات مع إسرائيل يعد "تحوطا لتبعات توجه الولاياتالمتحدة للانسحاب من منطقة الشرق الأوسط في أعقاب الإعلان المرتقب عن الانتصار على تنظيم داعش". وبحسب كاسبيت، فإن "نظام الحكم في المنامة يرى نفسه الأكثر عرضة للتهديد بسبب وجود أغلبية شيعية، ما جعله يرى في العلاقة في إسرائيل فرصة لضمان حمايته من إيران". وأوضح أن معهد "فيزنتال" يقوم سرا بتنظيم رحلات من البحرين لإسرائيل، مشيرا إلى أن الكثير من البحرينيين قاموا فعلا بزيارة إسرائيل سرا بفعل الآلية التي اعتمدها القائمون على معهد "فيزنتال". وشدد على أن دول المحور السني المعتدل وضمنها السعودية والبحرين تؤيد بحماس مطالبة إسرائيل بعدم السماح بأن يكون لإيران موطئ قدم في سوريا. ويذكر أن معهد "شمعون فيزنتال" يعد من المؤسسات التي يسيطر عليها أتباع التيار الديني اليهودي المتشدد، وقد لعب المركز دورا مركزيا في "شيطنة" ثورات الربيع العربي وجماعة الإخوان المسلمين. وفي دراسة صدرت عنه عام 2013 حول مظاهر اللاسامية في العالم، اعتبر المركز مرشد عام الإخوان المسلمين محمد بديع "الشخصية الأكثر خطرا على الشعب اليهودي".