قررت السلطات اللبنانية، إزالة جميع صور ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان من شوارع البلاد، وذلك بعد أن قام عدد من المواطنين الغاضبين بإحراقها علنًا. كما أمر وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، اللبناني بملاحقة المتسببين في حرق الصور، وتسليمهم إلى القضاء لإجراء اللازم. وفي تغريدتين له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أدان "المشنوق"، هذا التصرف، واعتبره مشبوها ويأتي في لحظة حساسة، يهدف إلى جر لبنان لمزيد من التوتر. وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، صورا وفيديوهات لأشخاص يقومون بحرق صور ل"بن سلمان" في طرابلس والشمال اللبناني، وعلى أثر ذلك نقلت صُحف لبنانيّة قيام وزير داخليّة لبنان "نهاد المشنوق" بالاتصال بمُحافظ الشمال "رمزي نهرا"، مُطالبّاً إيّاه بإزالة جميع الصور في المناطق المذكورة. واندلعت أزمة جديدة بين السعودية ولبنان، إثر إعلان رئيس الوزراء اللبناني "سعد الحريري" استقالته من الرياض. وأعلن "الحريري" استقالته بشكل مفاجئ من رئاسة الحكومة، السبت الماضي، وبرر ذلك بسيطرة إيران، عبر "حزب الله"، على القرار في لبنان، بينما دفعت هذه الاستقالة لبنان إلى أزمة سياسية عميقة، أعادته إلى صدارة الصراع الإقليمي بين السعودية وإيران. وقال مسؤول لبناني رفيع المستوى، إن الرئيس "ميشال عون" قال لسفراء أجانب إن رئيس الوزراء المستقيل "سعد الحريري" مخطوفا لدى السعودية. واستخدم الرئيس اللبناني عبارة الخطف لأول مرة، بينما كان مسؤولون لبنانيون -بمن فيهم الأمين العام ل"حزب الله" "حسن نصرالله"- يقولون إن السعودية أجبرته على الاستقالة ووضعته قيد الإقامة الجبرية، وهو ما ينفيه مسؤولون سعوديون ومقربون من "الحريري"، وفق ما تنسبه إليهم وسائل إعلام سعودية. وأمس، طالب "عون"، الرياض بتوضيح الأسباب التي تحول دون عودة "الحريري" إلى بيروت. يشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي "ريكس تيلرسون"، حذر، الجمعة، من استخدام لبنان كساحة لصراعات بالوكالة، بينما أعرب وزير الخارجية الألماني "زيغمار غابرييل" عن قلقه إزاء زعزعة استقرار لبنان. وطالبت السعودية مواطنيها مغادرة لبنان في أقرب فرصة وعدم السفر إليها، وهي خطوة اتخذتها أيضا كل من الإمارات والكويت والبحرين.