لم يكتفى الأمريكان من انتهاك الأراضى والأرواح فى أفغانستان، بل امتد بهم الأمر إلى إهانة الإسلام والمسلمين علانية وعبر منشورات توزع فى الشوارع هناك، مما جعل مشاعر الغضب تؤجج بشكل أكبر، وروح المقاومة تُعلى ضدهم كمحتل. وكانت القوات الأجنبية المتواجدة بإقليم "باروان" شمال البلاد، قد شهد حالة غليان كبيرة، بعدما قامت القوات الأمريكية المتمركزة هناك بتوزيع منشورات دعائية للجيش الأمريكى، تظهر "كلب أبيض" بجوار علم حركة طالبان، وهو يجرى من أسد الذى يوجد بجواره علم أمريكا. وأدان حاكم إقليم "باروان" محمد عاصم، المنشور، الذي وزع بالإقليم، واصفًا إياه بالأمر الذي "لا يمكن التسامح فيه". وقال عاصم: "هؤلاء الذين ارتكبوا هذا الخطأ الذي لا يغتفر سواء كانوا في القسم الدعائي أو الإعلامي أو الصحفي من قوات التحالف ستتم محاكمتهم ومعاقبتهم". وعبر مواقع التواصل الاجتماعية، أدان عشرات الأفغان هذه الإساءة والقضية الحساسة، وتعهد كثيرون بتنظيم احتجاجات في أنحاء البلاد المختلفة. وفي السياق نفسه، حث أحمد جاويد حنفي، رئيس علماء المسلمين في "باروان"، الحكومة الأفغانية على اتخاذ إجراءات صارمة ضد الإساءة الأمريكية الأخيرة، التي وصفها بأنها "انتهاك صارخ للإسلام" من قبل القوات الأجنبية. والصورة التي وزعتها القوات الأمريكية، في إقليم باروان، تظهر كلبا أبيض اللون وعلى جانبه جزء من راية حركة "طالبان" وهو يفر من أسد. وأثار المنشور، الذي كتب باللغة الباشتونية، موجة غضب بسبب وجود عبارة "لا إله إلا الله" على راية طالبان. وهذه ليست المرة الأولى التي تتسبب القوات الأمريكية في إثارة حفيظة المسلمين على مدى 16 عاما من وجودها في البلاد. وفي فبراير 2012، تسبب إحراق عناصر من القوات الأمريكية لنسخ من القرآن الكريم في خروج مظاهرات حاشدة تحولت إلى اشتباكات قتل فيها نحو 40 شخصا.