أصدرت لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب بيانًا حول ما نشر بجريدة "الأهرام المسائي" صباح أمس الأربعاء من أن نائب بالبرلمان الهولندي دعا إلى تمزيق نصف المصحف الشريف والتخلص منه، وواصل بذاءاته قائلاً: لو كان النبي محمد يقيم هنا اليوم لاقترحت طرده من البلاد كمتطرف، ومضى في تطاولاته وبجاحاته زاعمًا أن الإسلام دين يدعو إلى العنف. وقال البيان: إذا كانت الموجة العدائية للإسلام والمسلمين قد أصبحت تجتاح الغرب في السنوات الأخيرة في هجمةٍ شرسةٍ تعكس عصور الجهل والظلمات القديمة، وتؤجج مشاعر الفتنة بين المسلمين وغيرهم من الديانات السماوية الأخرى. فإن الإسلام دين المحبة والتسامح القائم على المساواة والإخاء والعدل بين الناس وحرمة الاعتداء وسفك الدماء ونشر السلام في ربوع الأرض، لا يمكن أن يوصم بأنه دين العنف. وأكد البيان أن ما صرَّح به هذا النائب الجهول يدل دلالةً قاطعةً على أنه لم يقرأ يومًا صفحةً من القرآن الكريم، ولم يفهم معنى من معانيه السامية، ولم يصل إدراكه المتدني لما وراء هذه المعاني، ودعوة التسامح التي يدعو إليها الإسلام ورسوله الكريم؛ الأمر الذي يفرض على مؤسساتنا الإسلامية، وفي طليعتها الأزهر الشريف أن تكثف جهودها في نشر وترجمة وتوضح التعاليم الحقة لديننا الحنيف حتى تصل للعامة والخاصة، ويرفع الالتباس عن كل متعصب حقود يرمي الإسلام بما هو ليس فيه ويؤصل الدعوة إلى تكامل الحضارات. وأشار البيان إلى أن الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه هو الشاهد المؤتمن على صدق رسالة المسيح عليه السلام ونبؤته بما أتى به من تعاليم وقيم في وقت كذَّب به الآخرون، وهو الرسول قال عنه رب العزة في القرآن الكريم: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ﴾ (البقرة: من الآية 285). في إطارٍ متصلٍ تقدَّم النائب المستقل أنور عصمت السادات مجلس الشعب بمشروع قانون للأمم المتحدة يدين كل من يسيء إلى الإسلام والرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- وذلك بعد أن تكررت الاعتداءات في مناطق متفرقة بالعالم على الإسلام وكتابه ورسوله وأن تتبنى وزارة الخارجية وجامعة الدول العربية حملة لجمع التوقيعات لمناشدة الحكومات الإسلامية والعربية للتقدم بمثل هذا المشروع؛ وذلك عملاً بما نص عليه العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسة في مواده الثانية والثامنة عشر والتاسعة والعشرون وكذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مادته الثانية والثامنة عشر والتاسعة عشر، التي عنيت بتعزيز احترام الأديان وعدم التفرقة بين الأفراد على أساس العرق أو الجنس أو الدين. وفي هذا الإطار تتبنى الحملة توجيه الدعوة إلى كافة عناصر المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني لمناهضة كافة أشكال التميز والعنصرية وتفعيل ميثاق الأممالمتحدة وكافة المواثيق الدولية المعنية بترسيخ احترام الحقوق والحريات ومنها احترام حرية العقيدة وعدم الإساءة إلى الأديان.