كشف بحث أكاديمي عن قدرة الأطفال من طلبة المرحلة الأساسية على إعطاء "دروس التقوية" لأقرانهم، بما يساعد على تحسين مهاراتهم ويعزز من تحصيلهم في المجالات المختلفة. وأظهر البحث الذي أُجري في بريطانيا، الذي استند إلى نتائج مشروع شمل 129 مدرسة أساسية في مقاطعة "سكوتلندا"، أن الأطفال من طلبة الصفوف الأولى يمكنهم الإفادة من جلسات "دروس تقوية" يعطيها أقران لهم. وأشار البحث الذي نُفذ بقيادة مختصين من جامعة "دورهام"، وبمشاركة جامعة "دندي"، في بريطانيا إلى أن الأطفال من طلبة المرحلة الأساسية، ممن تتراوح أعمارهم ما بين السابعة والثانية عشرة يمكنهم الإفادة من تدريس أقرانهم، أو تلقي دروس تقوية من قبل زملاء يكبرونهم، حيث ساعد ذلك على تحسين أدائهم تحسن في موضوعي القراءة والرياضيات بشكل خاص. وكان المشروع الذي استمر مدة عامين، تضمن نظامين من جلسات دروس التقوية بين الأقران، الأول امتاز بأنه مكثف؛ فقد انطوى على عقد ثلاث جلسات كل أسبوع، حيث بلغ طول مدة الجلسة عشرين دقيقة، والثاني كان يتضمن عقد جلسة واحدة أسبوعيا، استمرت لمدة زمنية مماثلة. وجرى تقييم الطلبة المشاركين، والذين تراوحت أعمارهم ما بين السابعة والثانية عشرة مرتين؛ الأولى كانت بداية تنفيذ المشروع والثانية بعد انتهائه، لتشمل مجالات القراءة والرياضيات والعلوم والألفاظ اللغوية والقدرات والتوجهات غير اللفظية. وأتيح للطلبة خلال دروس القراءة اختيار كتب مناسبة، ومن ثم كان يقوم كلا الطالبين في الجلسة الدراسية بالقراءة، فيما توكل مهمة التصحيح للطالب "المدرس" كلما لزم الأمر. أما في موضوعات الرياضيات فقد تم اعتماد ثماني مراحل من المناقشة؛ وهي تتضمن الاستفهام، التلخيص والتعميم، وقد كان لكل من الطالبين دوراً محدداً في الجلسة الدراسية؛ مع التزامهما ببروتوكولات معينة للتفاعل خلال الجلسة. هذا ويرى الباحثون أن سهولة تنفيذ خطة المشروع وما أفضى إليه من نتائج، يُشير إلى أن الجلسات الدراسية بين الأقران من الفئة العمرية الواحدة أو من نفس المرحلة الدراسية، قد يُمثل استكمالاً لعمل المدرسين والمساعدين في غرفة الصف، وهو ُيمكن تطبيقه ضمن برنامج وطني. وطبقاً لنتائج البحث، الذي سينشر في دورية " فعالية المدرسة وتحسين المدرسة"؛ فقد ظهر أن تأثير دروس التقوية بين الأقران على أداء الطلبة في مجالي القراءة والحساب، كان مكافئاً لما يظهره الطالب من تقدم خلال ثلاثة شهور، وهو ما يبدو أنه أكبر من تأثير تطبيق الاستراتيجيات الوطنية، من وجهة نظر الباحثين. ويرى البروفيسور "بيتر تيمز" من مدرسة التعليم بجامعة" دورهام" البريطانية أن مبادرات وضع السياسات الباهظة الثمن كان لها في أغلب الأحيان تأثيرا بسيطاً على التعليم، فيما تتطلب خطة "دروس التقوية" بين الأقران بعض التنظيم والقليل من التدريب، وهي خطة غير مكلفة ولا ينطوي تنفيذها على استخدام تجهيزات باهظة الثمن. وقال الدكتور "تيمز": "لقد أظهرت التجربة أن خطة دروس التقوية يمكن تنفيذها عبر المناطق التعليمية على المستوى الوطني"، موضحاً أن الطلبة الأكبر سناً أفادوا في تعزيز معرفتهم ومهاراتهم بكونهم "مدرسين"، فيما أفاد المتلقون في الجلسات الدراسية من الأطفال الذين يكبرونهم. من جهتها؛ أشارت "نورا كونلين"، وهي من الموظفين العاملين في المشروع، إلى أن الهدف من هذه الخطة كان إشراك المدارس في الإصلاحات التي تسعى إلى تحسين اكتساب الطلبة وتوجهاتهم عبر منطقة تعليمية كاملة، من خلال استخدام نموذج مستدام، مؤكدة أن التدريس بين الأقران أثبت أنه وسيلة فعالة للغاية في تعزيز التعليم في المدارس.