جعفر محمد أحمد المسجد الأقصى في خطر. القدس ومقدساتها تتعرض الآن لهجمة صهيونية شرسة في ظل صمت عربي وإسلامي ودولي مهين وتحت غطاء من الإدارة الأمريكية للاحتلال في ممارسة جرائمه ضد أبناء الشعب الفلسطيني والمسجد المبارك. المسيرة الحاشدة التي شهدتها غزة امس، وغضب الجمعة اليوم، رسالة للقادة الفلسطينيين المتحاورين في مكةالمكرمة بضرورة الاتفاق والتوصل الى حكومة وحدة وطنية تحمي الشعب الفلسطيني ومقدساته، وتذكيراً لهم بأن الاحتلال يستغل الاقتتال الداخلي الفلسطيني لتهويد الأقصى ومدينة القدس الشريف، ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط، وإنما يتعداه لابتلاع معظم الأراضي الفلسطينية، في ظل ركود عربي وإسلامي يشجع الغزاة على المضي في مخططاتهم التوسعية بحماية ورعاية كاملة من الولاياتالمتحدةالأمريكية خصوصاً والغرب عموماً.
الاقتتال الفلسطيني - الفلسطيني كان أحد المنافذ لتغطية العدو استهدافه للأقصى، و”الانشغال” داخلياً وخارجياً بتلك الفتنة سهّل على الكيان القيام بهذا الاعتداء السافر. والمطلوب فلسطينياً الآن حركة شعبية شاملة للتصدي للمخططات “الإسرائيلية”، والتحرك عربياً وإسلامياً للدفاع عن الأقصى.
ثمة مخاوف من انهيار المسجد الاقصى بعد أعمال الحفر التي يقوم بها الاحتلال، والسكوت عن هذه الممارسات هو في حد ذاته جريمة في حق الأمة جمعاء، ولا بد من تحرك فاعل للإنقاذ، لأن التجارب اثبتت ان مواقف الشجب والاستنكار والتنديد لن تحرك ساكناً ولا بد من اتخاذ خطوات تحفظ للمسجد الأقصى حرمته وقدسيته وتجنب المنطقة ويلات جديدة هي في غنى عنها.
المساس بالمسجد الأقصى سيكون الشرارة التي تشعل النار غضباً من أجل أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين. والأمة كلها مطالبة ببذل النفس والنفيس فداءً للأقصى ودفاعاً عنه في مواجهة المؤامرة الصهيونية.
المسلمون مطالبون بالوقوف في وجه العدوان صفًّا واحدًا من اجل المسجد الأقصى، وبذل كل ما يستطيعون في سبيل حمايته من كيد اليهود ، وذلك من خلال الاعتصام والمظاهرات السلمية. والفلسطينيون مطالبون ايضا بتوحيد صفوفهم وتوجيه أسلحتهم نحو عدو واحد هو العدو الصهيوني المحتل. الأقصى الآن بحاجة إلى حماية من جرافات الاحتلال التي سرعت من وتيرة الهدم ونقل الأتربة والأحجار الأثرية من منطقة باب وحي المغاربة.
الصمت الذي يخيم على الأمة مخجل ومعيب. ولا بد من كسر هذا الصمت وإبعاد الخطر الذي يتهدد الأقصى.