مازالت التحليلات والأحاديث حول سيناء وما يحدث فيها، الشغل الشاغل للجميع، من خبراء ومحللين، ومهتمين بالوضع السيناوى، بالأخص أن تنظيم الدولة أطلق سبع رصاصات فقط، وأثار تلك البلبلة والرعب، وكأن سيناء تحولت إلى "مجزر" يتم فيه ذبح كل شئ ممنوع، ويتم تطبيق المحظورات من قتل وتعذيب بحق المدنيين. لكن الجميع لا يتحدث ولا يتطرق للأسباب الحقيقية، لكن بعض النشطاء الأقباط، لمسوا جزء من الحقيقة، وأكدوا أن حفاظ النظام على علاقاته الوثيقة مع الكيان الصهيونى، وفشل خططه الأمنية هناك، والسماح لطائرات العدو بشن هجمات فى الجزيرة، جعل الأعمال تتصاعد للوضع الذى نحن عليه اليوم، وكل ذلك ياتى فى إطار ما يسمونه التنسيق الأمنى، بناء على اتفاقية كامب ديفيد.
السيسي متورط في اغتيال الأقباط وذهب أول سيناريوهات اليوم، ما قاله البرلمانى السيناوى السابق، يحيى عقيل، الذى أشار إلى إن قائد نظام العسكر، عبدالفتاح السيسي، استخدم الأقباط كورقة أثناء الانقلاب العسكري على االشرعية، والآن عندما شعر بضعف تأييدهم له يهددهم بتهجيرهم من سيناء. واستبعد عقيل أن تكون "ولاية سيناء" وراء حالات اغتيال الأقباط بهذ الشكل فى المحافظة، وزاعمًا أن كل هذه الحالات يقف وراءها السيسي الذي يتاجر بملف سيناء. وأضاف عقيل أن تعامل الأزهر والإعلام مع موضوع الأقباط في سيناء يتسم بالطائفية، لافتا إلى أن هذه المؤسسات أدوات أساسية للنظام وتتحرك بواسطة التعليمات والتوجيهات.
استهداف المسيحيين في سيناء تمهيد للتدخل الدولي وعلى الجانب الآخر، قال العميد محمود قطري، الخبير الأمني: إن نزوح الأقباط من سيناء يعد فشلا ذريعا لسلطات العسكر في مقاومة الإرهاب، مضيفا أن استهداف المسيحيين في سيناء هدفه التمهيد للتدخل الدولي في سيناء. وأضاف قطري أن الفشل الأمني بسيناء يرجع إلى مشاركة الجيش في الحملة على الإرهاب؛ لأن الجيش يقوم بعمليات قصف عشوائي، وكان الأفضل مشاركة قوات الشرطة في هذه الحملة. وأوضح قطري أن الوضع في سيناء شديد التعقيد والالتباس، وهناك فجوة بين أهالي سيناء والسلطة منذ استلام سيناء من الكيان الصهيوني؛ بسبب انتهاكات الشرطة بحق الأهالي، وتطور الأمر إلى مقارنة الأهالي لتلك المعاملة بمعاملة الاحتلال، وبسبب عدم تنمية سيناء اتجه الأهالي إلى زراعة البانجو والحشيش. تواطئ أمنى وعلى الجانب الآخر من الرواية قال الدكتور "أكرم بقطر"، الناشط القبطي: إن استهداف المسيحيين في سيناء وتهجيرهم يتم ب"تواطؤ أمني" من سلطات العسكر، مضيفا أن الدخول في سيناء يستلزم المرور على نحو 20 كمينا، ولا بد أن يكون الشخص من مواليد سيناء أو يملك ترخيصا أمنيا. وأضاف بقطر أن عبدالفتاح السيسي، يحاول استغلال أقباط سيناء كورقة لتقديم نفسه للعالم الخارجي على أنه حامي المسيحيين والأقليات؛ حتى يتغاضى الغرب عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر. وأوضح بقطر أن إثارة ملف أقباط سيناء في هذا التوقيت بالذات، بعد ثلاث سنوات على انطلاق حملة مكافحة الإرهاب في سيناء، يثير العديد من التساؤلات، ويؤكد أن تهجير أهالي العريش بدأ بالمناطق الحدودية، والآن يمتد نحو عمق سيناء.