أثار القرار الذى أصدره الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، حالة شديدة من الغضب فى الداخل الأمريكى وفى الوطن العربى والإسلامى، وذلك بعد أن قرر منع مواطنى 7 دول عربية وإسلامية من دخول بلاده. إلا أن سرعان ما انقلب عليه الأمر، وجعل حالة الغضب داخل بلاده تتأجج ضده، وخرجت عدة تظاهرات تؤكد على رفض تلك السياسات. وعلى الجانب الآخر، قامت إيران برد صفعته إليه وأعلنت منع دخول الأمريكان إلى بلادها، ردًا على قراراه. انتهاك للدستور الأمريكى ومن جانبهم قال نشطاء ومحامون بالولاياتالمتحدة، تعليقًا على القرار، أنه انتهاكاً لدستور بلادهم. وقال أنتوني روميرو -المدير التنفيذي للاتحاد الأمريكي للحريات المدنية- إن "إجراءات التدقيق القصوى مجرد تعبير للتمييز ضد المسلمين". وتابع "روميرو" أن القرار الذي يحدد دولا إسلامية دون سواها إنما يشكل انتهاكا للدستور الأمريكي الذي يحظر التمييز على أساس الدين, وهو ما قد يجعل ترامب عرضة للمساءلة, لمخالفته الدستور. وفي السياق ذاته, قال ستيفن ليجومسكاي -كبير مستشارين سابق في المواطنة والهجرة بإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما- إن "إعطاء الأولوية للمسيحيين غير دستوري". وبدوره، قال غريغ تشين من الاتحاد الأمريكي لمحاميي الهجرة :" إن ترامب أخفى حظرا تمييزيا ضد مواطني دول إسلامية تحت عباءة الأمن القومي". ومن جهته، أعلن نهاد عوض مدير عام "مجلس العلاقات الأمريكي - الإسلامي", إنه سيرفع دعوى قضائية ضد ترامب بعد توقيعه قرار المنع. وذكّر عوض بتغريدة سابقة لنائب الرئيس الأمريكي الحالي مايك بنيس, حينما كان حاكما لولاية إنديانا, رأى فيها أن الدعوات لمنع دخول المسلمين إلى أمريكا أمر عدواني وغيرُ دستوري. وكان ترامب وقع أول أمس الجمعة الموافق 27 يناير قرارا تنفيذيا يحظر دخول اللاجئين السوريين إلى الأراضي الأمريكية، ويمنع إصدار تأشيرات دخول لمواطني ست دول إسلامية أخرى، وهو ما عدّه حقوقيون تمييزا ضد المسلمين ومخالفا للدستور الأمريكي. وينص القرار, الذي جاء تحت عنوان "حماية الأمة من دخول إرهابيين أجانب إلى الولاياتالمتحدة", على تعليق برنامج دخول اللاجئين بالكامل أربعة أشهر على الأقل، حتى يتم اتخاذ إجراءات تدقيق جديدة أكثر صرامة. كما يمنع القرار اللاجئين السوريين تحديدا من دخول الولاياتالمتحدة إلى أجل غير مسمى، أو إلى أن يقرر الرئيس أنهم لم يعودوا يشكلون أي خطر، مستثنيا بذلك "الأقليات الدينية"، في إشارة إلى المسيحيين السوريين. وتضمن البند السادس من القرار تقديم وزيري الدفاع والخارجية بعد تسعين يوما من توقيع القرار خطة لإقامة مناطق آمنة للسوريين داخل سوريا وفي مناطق حدودية، إلى أن تتم إعادة توطينهم أو ترحيلهم إلى دولة ثالثة. ويحظر القرار التنفيذي دخول الزوار من سبع دول إسلامية لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، وأعلن البيت الأبيض أن الدول هي سورياوإيران والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن. ونددت جماعات حقوقية بإجراءات ترامب التي تصنف ضحايا النزاعات في الخانة نفسها مع من يوصفون بالمتطرفين. احتجاجات فى مطار "كينيدى" وفى نفس السياق، شهد مطار جون كينيدى الدولى فى حى كوينز بنيويورك، احتجاج العشرات ضد قرار الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بمنع دخول مواطنى إيران و6 دول عربية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتمركز المتظاهرون خارج مبنى 4 فى مطار جون كينيدى الدولى بنيويورك، رافعين لافتات معارضة للقرارات التى أصدرها الرئيس الأمريكى، فى الآونة الأخيرة. و أثارت قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بشأن منع دخول مواطنى إيران و6 دول عربية لأمريكا لمدة 90 يوما، بجانب عدم السماح بدخول اللاجئين السوريين لمدة 120 يوما، ردود فعل غاضبة فى الأوساط الحقوقية. طهران ترد الصفعة ل"ترامب" وأعلنت طهران، أمس السبت، أنها ستحظر دخول البلاد الأمريكيين إلى البلاد ردا على الحظر الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب على دخول مواطني إيران وست دول أخرى ذات أغلبية مسلمة الولاياتالمتحدة . وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان نشرته وكالة "ارنا" الرسمية، إنه "على الرغم من احترام الشعب الأمريكي والتمييز بينه وبين السياسات العدائية للحكومة الأمريكية ستطبق إيران مبدأ المعاملة بالمثل إلى أن يتم رفع القيود الأمريكية المهينة ضد المواطنين الإيرانيين. وأوضحت أنه "من أجل مراقبة تنفيذ هذا القرار (منع دخول الأمريكيين للبلاد)، واتخاذ التدابير المناسبة بما يتطابق مع المصالح الوطنية (...) تم تشكيل آلية في وزارة الخارجية بمشاركة الأجهزة ذات الصلة". وأكدت أن إيران "تدرس وتتابع بدقة أي تقاعس وانتهاك من الولاياتالمتحدة للتعهدات الدولية وفقاً للاتفاقات الثنائية والترتيبات متعددة الأطراف، وتحتفظ بحقها في إبداء ردة الفعل اللازمة". واعتبرت الخارجية الإيرانية أن قرار ترامب "إهانة صريحة للعالم الإسلامي وللشعب الإيراني". ورأت أن "التاريخ سيسجل هذا القرار كهدية كبيرة تقدم للمتطرفين، وسيعمق الثغرات التي يستغلها المتطرفون لتجنيد الشباب المهمشين لصالحهم مما يعزز من حالة العنف والتطرف في العالم".