- المنظمة الصهيونية الأمريكية تعترض على صفقة دبابات أمريكية جديدة لمصر بسبب الإسلاميين - مبارك كان يتعامل مع صفقات الأسلحة على أنها الدجاجة التى تبيض ذهبا - نواب بالكونجرس الأمريكي بدأوا حملة للتحذير من توريد أسلحة لمصر قبل تبلور وجهها السياسي الجديد تبدو مختلف مجالات التعاون بين مصر والولاياتالمتحدة الآن أشبه بمواد متفجرة أو صفقات يتم عقدها لأول مرة ، كونها تأتي عقب خلع الطاغية مبارك الذي ظل لعقود أحد أكبر عملاء أمريكا في المنطقة وحامل مفاتيح إجراء كل الصفقات معها في ظل تعتيم وغموض كبيرين حرص طوال ال30 عاما التى حكم فيها مصر على فرضهما حتى ينفرد هو بإدارة الأمور مع أسياده في البيت الأبيض . وتعد صفقات شراء الأسلحة من أهم وأبرز مجالات التعاون بين مصر والولاياتالمتحدة ، وتحاط تفاصيلها بسرية تامة مكنت المخلوع والمقربين منه بجنى عمولات تقدر بمئات الملايين من الجنيهات حققت لهم ثروات تبلغ أرقامها حدودا مخيفة لا يبدو مفهوما ارتباطها برئيس دولة من دول العالم الثالث يفترض أن دخل المواطن فيها يضرب به المثل في الانخفاض والتردي. ومؤخرا ، كان المتابعون لملف التسليح بالشرق الأوسط على موعد مع جدل كبير بسبب صفقة تم الإعلان عنها يتم بموجبها حصول مصر من أمريكا على 125 دبابة من نوع" M1A1 ابرامز" بالإضافة لتجهيزات عسكرية أخرى ، وتبلغ قيمة الصفقة مليار و 329 مليون دولار، وتنص الصفقة المقترحة على أن يتم تصنيع أجزاء من تلك الدبابات في مصر ، بالإضافة إلى قطع تسليحية من طراز M256 وأسلحة آلية متطورة وقطع غيار ومعدات دعم وصيانة وتدريب للأفراد. فور الإعلان عن الصفقة التى هي الأولى بين مصر والولاياتالمتحدة في مجال التسليح عقب الإطاحة بالمخلوع ونظامه ثارت ثائرة المنظمات الصهيونية في مختلف أنحاء العالم ونشرت مختلف تلك المنظمات تقارير ودراسات تهاجم فيها عقد الصفقة ، لكن الغضب الأكبر كان من نصيب المنظمة الصهيوينية الأمريكية التى بررت اعتراضها على عقد الصفقة بأن مصر تمر الآن بتطورات سلبية تجعلها بشكل تتجه بصورة متسارعة لأن تصبح عدوة لأمريكا. ويتطلب إتمام الصفقة موافقة الكونجرس الأمريكي عليها ، وفي حال تمت فسوف يزيد عدد دبابات ابرامز التي يمتلكها الجيش المصري من 1000 إلي 1130 دبابة. الصحف الموالية للوبي الصهيوني بدورها التقطت على الفور إشارة الانطلاق في هجوم كاسح على الصفقة المقترحة ، وبدأت الهجوم صحيفة جيروزاليم بوست التى قالت في إحدى افتتاحياتها خلال الأسبوع الماضي أن مصر حاليا تتصاعد فيها وتيرة معاداة السامية وكذلك الولاياتالمتحدة وإسرائيل، بالتزامن مع صعود دور الحركات الإسلامية خصوصا جماعة الإخوان المسلمين ووجود عدة مرشحين لانتخابات الرئاسة القادمة ينتمون للتيار الإسلامي ، وأشارت الصحيفة في تقريرها الافتتاحي إلى ان التيارات العلمانية المصرية بدورها أخذت تظهر عداء كبيرا لكل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل. من جانبها حاولت وزارة الدفاع الأمريكية توضيح موقفها فأكدت أن بيع الدبابات يصب في خدمة السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة عبر تحسين الأمن في دولة صديقة كانت وما تزال قوة هامة للاستقرار السياسية والتقدم الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط. وذكر تقرير جيروزاليم بوست أن إسرائيل طالما حشدت الكونجرس الأمريكي ضد صفقات سلاح لمصر خلال الأعوام القليلة الماضية، من ذلك مثلا عندما اشترت مصر من الولاياتالمتحدة 24 طائرة F16 مقاتلة وصواريخ هل فاير وهيلوكبتر شينوك للنقل وهيلوكبتر أباتشي هجومية. ونقلت جيروزاليم بوست عن رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية مورتون كلاين قوله "مبيعات السلاح الأخيرة التي تم الإعلان عنها تبدو غير مسئولة، فبينما يحتفظ الجيش بسلطة كبيرة في مصر اليوم في الوقت الراهن، فإنه من الواضح أيضاً وبشكل متزايد أنه يتقاسم تلك السلطة مع الإخوان المسلمين..حتي الآن، حصلت مصر على أفضل الأسلحة الأمريكية علي افتراض أن تلك الأسلحة لن يتم استخدامها ضد إسرائيل، ولكن اليوم، نرى أن مصر تتجه إلي وضع أكثر عدائية، حيث نرى تزايد حجم القوى السياسية المعادية للولايات المتحدة وإسرائيل واليهود وفي تلك الحالات، لا ينبغي أن تكون هناك أي مبيعات سلاح مستقبلية لمصر. ولهذا فإن التصريح بصفقة سلاح كبيرة لمصر بعد وقت قصير من نصيحة الرئيس أوباما باستبدال نظام مبارك وقبل أن يكون هناك أي يقين بشأن استمرار مصر في لعب دور حليف الولاياتالمتحدة الملتزم بالسلام في أدني حدوده، يكشف عن حماقة كبري" وتابع رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية "حتي ولو استمر نظام مبارك في حكم مصر، والذي حافظ على عناصر من معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية وتعاون مع الولاياتالمتحدة في مكافحة الجماعات الإرهابية الإسلامية، كان من غير الحكمة تقديم أسلحة جديدة دون الحصول علي تعهدات من القاهرة بشأن معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية والحصول علي دعم في مجالات أخري، ولكن يبدو غير ذي معني أن تقدم الولاياتالمتحدة للقاهرة أفضل الأسلحة الأمريكية عندما يكون لدينا كافة المؤشرات علي أن حليفنا الفاتر في السابق في طريقه لأن يصبح عدواً نشطاً" وعلى غرار ما حدث في الماضي القريب وأشار إليه تقرير جيروزاليم بوست فقد بدأ أعضاء بالكونجرس الأمريكي في معارضة تلك الصفقة ومنهم العضو الجمهوري ألين ويست عضو لجنة الكونجرس لخدمات الدفاع الذي قال إنه سيظل يعارض أي مبيعات سلاح لمصر طالما بقيت جماعة الإخوان المسلمين نشطة وفاعلة، وأرسل وست نسخاً من خطابه لرئيس اللجنة ورئيس الكونجرس وعدد من قياداته، وأضاف وست أن مبيعات الدبابات إلي مصر تهدد بشكل خطير أمن إسرائيل وكتب وست في خطابه "علينا أن نلتزم الحذر فيما يتعلق بمبيعات السلاح ودعم الحكومة المصرية حتي يتم تشكيل حكومة خالية من العناصر المتشددة للإخوان المسلمين والتي يمكنها الحفاظ علي سلام نشط مع إسرائيل." ويشار إلى أن التعاون في مجال إنتاج الدبابة M1A1 أبرامز بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية بدأ في العام 1988 وبحسب تقارير منشورة على موقع وزارة الدفاع الأمريكية على الانترنت فإن تلك الدبابات يتم تصنيعها في مصر بينما يتم تصنيع الأجزاء الباقية في الولاياتالمتحدة وشحنها بعد ذلك للتجميع النهائي في مصر. في السياق نفسه قالت مذكرة لوكالة التعاون الأمني والدفاعي الأمريكية أن "المبيعات المقترحة لتلك المعدات العسكرية لن تغير ميزان القوي الأساسي في المنطقة." الجدل الدائر حول صفقة الدبابات الأمريكية لمصر دفع العديد من المتابعين لملف العالقات المصرية الأمريكية للتساؤل حول مستقبل صفقات السلاح الأمريكي لمصر مابعد مبارك ، وفي ذلك السياق صرح أنطوني كورديسمان المتخصص في الشئون الإستراتيجية للشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن "اي من عقود السلاح لا يعد ملزما إن كانت الدولة المتلقية لتلك الأسلحة دولة معادية وقد رأينا ذلك مع إيران وفي حالات أخري في الماضي" ، في حين يرى ايريك أديلمان الخبير في مركز تقييمات الإستراتيجية والميزانية الأمريكي أن يستمر الحال كما هو عليه خلال الفترة القادمة وقال أديلمان الذي كان وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للسياسات أن المحادثات الأخيرة بين وزير الدفاع الأمريكي والأدميرال مايكل مولين مع قادة الجيش المصري ربما كانت لطمأنتهم في هذا الخصوص.
------------------------------------------------------------------------ التعليقات Emad ali abd el halim الثلاثاء, 23 أغسطس 2011 - 09:43 am (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) مهما يفعل الامريكان من اجل توطيد العلاقة بين مصر وامريكا لان تكون مثل العلاقة القديمة التى كانت ايام الرئيس المخلوع وخصوصا لو مسك الاخوان الحكم وان شاء الله هنعكنن صوفو امريكا من الان واكيد اسرائيل هتحاول تاخذ اى صفقة من مصر بس حتى لو اخذتها ممكن مصر تاخذ من روسيا او اى دولة اخرى (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) صدق الله العظيم واحب اشكر الاستاذ طارق قاسم على هذا المقال الجيد