تقول رواية شبه موثوقة أن علاقة عمر سليمان بمبارك كانت وثيقة للغاية على المستوى السياسى قبل المستوى الشخصى وأنه مارس مهمة نائب الرئيس الفعلى فى السنوات الأخيرة وأنه كان لصيقا به ومقيما معه فى المقرات الرئاسية لإدارة شئون الدولة خاصة فى مجال السياسة الخارجية، وأنه لم يعد يذهب إلى مقر جهاز المخابرات إلا قليلا. وأن مباركعندما أصابته أزمة صحية كبرى اضطرته إلى السفر للعلاج فى ألمانيا، وقد كانت جلطةفى المخ وليس انزلاقا غضروفيا كما قيل، عندما أصابته هذه الأزمة، وعاد من ألمانيا متهالكا طلب من سليمان أن يستعد لتولى الحكم. وقبل سليمان، ولكن بعد مرور أيام، تمكن مبارك من استجماع قوته ورجع فى كلامه، ولا شك أن أسرته كانت وراء هذا التراجع أيضا. وكان سليمان يتولى على رأس جدول أعماله ملفى فلسطين والسودان، وقد فشل فيهما فشلا ذريعا، فوصلت المصالحة الفلسطينية إلى طريق مسدود، وأصبح سليمان معاديا لحماس بنفس مستوى عداء مبارك، وأصر سليمان على ركوع حماس أمام الصيغة المصرية المطروحة للمصالحة، وهو أمر يتعارض مع دور الوسيط، فالوسيط لا يفرض حلا على طرف أو طرفى الخلاف. ولكن يستهدف مساعدة الطرفين على حل يرتضياه. ونجاحه يرتبط بذلك لا بمنطق فرض الحلول، خاصة على الجانب الذى يؤمن بالمقاومة ويرفض الاعتراف بإسرائيل. أما على مستوى الملف السودانى فرغم وقف الحملات العدائية مع الأشقاء فى السودان إلا أن الدور المصرى فشل فشلا ذريعا فى وقف كارثة انفصال الجنوب، ولا حتى تهدئة مشكلة دارفور المتفجرة. وكان جون قرنق زعيم حركة الانفصال يصرح لمن يقابله بعد اتفاق مشاكوس حيث جرت المفاوضات التى انسحبت منها مصر وأضعفت بذلك موقف الشمال، كان قرنق يقول لمن يقابله: عندما وجدت ليبيا ومصر يفتحان لى باب الدعم المادى والمعنوى أدركت أننى منتصر لا محالة. وكذلك وجدنا الفشل الذريع فى ملف التعامل مع دول حوض وادى النيل. وهى أكبر كارثة تواجه أمننا القومى. وفى حدود المعروف والمنشور من المعلومات لا يمكن أن نحدد مدى مسئولية عمر سليمان الشخصية فى هذه الفشل الذريع على المستوى الفلسطينى والسودانى والعربى والأفريقى، وما هو مدى مسئولية جهاز المخابرات المسئول الأول عن حماية الأمن القومى. وقد لا يكون هذا مهما جدا فى ظل وجود مبارك على رأس الحكم. ولكن الأهم هو معرفة موقف جهاز المخابرات من الأداء الهابط لسليمان فى الأيام القليلة التى حاول فيها أن ينقذ نظام مبارك من الغرق، وأن يحتفظ لنفسه بالسلطة الحقيقية وتحويل مبارك إلى مجرد دمية. والأهم من ذلك بعد انسحاب مبارك وسليمان من الساحة. فهل من يحكم مصر هو المجلس العسكرى فعلا، أم أن المنظومة الأمنية وعلى رأسها جهاز المخابرات وفرعها المختص بالوضع الداخلى (الأمن القومى) شريك أساسى للمجلس فى الحكم بعد الإطاحة بالأسرة الحاكمة ومجموعة السياسات التابعة لها. وبالتالى تكون شريكا للمجلس فى أخطائه الفادحة التى يقع فيها بين الحين والآخر. وعلى رأسها التلكؤ فى تسليم السلطة واستخدام نفس أساليب البطش القديمة كالمحاكم العسكرية وقمع المتظاهرين وهذه المسرحية السقيمة ضد حزب العمل!!
------------------------------------------------------------------------ التعليقات محمد المحمد الأحد, 28 أغسطس 2011 - 11:08 am تصحيح جاء في التصريح اعلاه ما يلي :"كان سليمان يتولى على رأس جدول ملف اعماله قضية فسطين والسودان وقد فشل فيهما فشلاّ ذريعاً". يصح هذا الكلام فيما لو كان عمر سليمان رجلاً مخلصاً مع الشعب المصري ومع ذاته. يبذل قصارى جهده ليقوم بواجبه اتجاه مصر على احسن وجه . وهذا هو الشيء المفقود . فعمر سليمان لم يتوصل الى المنصب الذي كان يشغره لولم يكن راض عن شروط القوى المهينمنة على مقادير الامور في مصر التي كانت تملي ارادتها فترضى عمن يرضى وتزيح من يعاكس او يشاكس. اذاَ عمر سليمان لم يفشل بل على العكس من هذا انه قام بتيفيذ ارادة المهيمنين على الانظمة العربية على خير وجه . كان من واجبه ان يزيد الشقاق بين فتح وحماس واحكام الحصار على غزة ودعم الحرب عليها وكان المطلوب منه ايضا ان يواكب الصهيوامريكيين في تحقيق تقسثم السودان واضعاف مصر في الفضاء الافريقي وقد نجح بتيفيذ كل ذلك وحاز على رضى الاسياد