تلال تحمل آثار حريق وبساتين زيتون متفحمة قرب نابلس هي أحدث نتائج ممارسات المستوطنين اليهود في الضفة الغربيةالمحتلة ضد الفلسطينيين الذين يقولون إن الهجمات آخذة في التزايد. وذكرت الأممالمتحدة أن الحوادث المرتبطة بالمستوطنين التي أسفرت عن إصابات للفلسطينيين وأضرار بممتلكاتهم ارتفعت هذا العام بنسبة 57 في المئة. وتعرض 178 فلسطينيا للرشق بالحجارة أو للدهس بالسيارات أو أصيبوا برصاص أطلقه مستوطنون كما قتل مستوطنون ثلاثة فلسطينيين حتى الان هذا العام. ويقول مسؤولون فلسطينيون إن هذه علامة مثيرة للقلق تشير إلى تزايد مشاعر العداء التي يخشون أن تؤدي إلى أعمال عنف أوسع نطاقا في الوقت الذي يطبق فيه مستوطنون متشددون قانونهم الخاص على نحو متزايد. وتمكن فلسطيني في قرية بورين بالضفة الغربية من تصوير مستوطن يضرم النار في حقل يوم 30 يونيو. وانتشرت النيران بسرعة والتهمت حشائش برية جفت من تأثير حرارة شمس الصيف الأمر الذي ساعد في اندلاع ما وصفه فلسطينيون بأنه أكبر حريق منذ أكثر من خمس سنوات. ووصلت النيران إلى قرية حوارة المجاورة للبورين. وقال الجيش الصهيونى عن أعمال العنف في ذلك اليوم، إن عشرات الصهاينه اقتربوا من حوارة ورشقوا قوات الأمن بالحجارة ثم حدثت مواجهات بينهم وبين القرويين الفلسطينيين وأشعلوا عددا من الحرائق. لكن المزارع الفلسطيني محمد زبن ذكر أن قوات الأمن الصهيونيه منعت السكان الفلسطينيين من إخماد الحريق وقدر خسائره في ذلك اليوم بمئة شجرة زيتون. وأصبحت المواجهات مع الصهاينه تحركهم قناعات أيديولوجية استوطنوا منطقة نابلس منذ مطلع الثمانينات أمرا معتادا للفلسطينيين الذين يعيشون في المدينة في الأعوام القليلة الماضية. وبات الفلسطينيون يتحدثون عن أعداد أكبر من المستوطنين أكثر تنظيما من ذي قبل ينزلون من مستوطناتهم القائمة فوق التلال ليرشقوا منازل الفلسطينيين بالحجارة ويخربوا أرضهم الزراعية. ويرى الفلسطينيون أن زيادة معدلات وجرأة هجمات المستوطنين نتيجة لا مفر منها للدعم الذي يتمتعون به من الحكومة الإسرائيلية اليمينية التي يشغل أحد المستوطنين منصب وزير الخارجية فيها. والمستوطنون في محيط نابلس هم الأكثر تمسكا بأيديولوجيتهم الخاصة في الضفة الغربية ويمثلون أقلية على هامش المجتمع الإسرائيلي. وهم جزء صغير من زهاء نصف مليون مستوطن يهودي يعيشون اليوم في الضفة الغربية والقدس الشرقية اللتين احتلتهما الكيان الصهيونى عام 1967. وهم يعتبرون أنفسهم روادا يمارسون حقهم التوراتي في الضفة الغربية التي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم فيها وفي قطاع غزة والقدس الشرقية.